نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 234
الجهل ، واعتراض من الفتنة ، وانتقاض من المبرم [1] ، وعمى عن الحق ، واعتساف [2] من الجور ، وامتحاق من الدين ، وتلظ ( - ي ) من الحروب ، على حين اصفرار من رياض جنات الدنيا ، ويبس من أغصانها ، وانتثار من ورقها ، ويأس من ثمرها ، واغورار من مائها ، قد درست أعلام الهدى ، فظهرت أعلام الردى . فالدنيا متهجمة في وجوه أهلها مكفهرة [3] ، مدبرة غير مقبلة ، ثمرتها الفتنة ، وطعامها الجيفة ، وشعارها الخوف ، ودثارها السيف ، مزقتم كل ممزق وقد أعمت عيون أهلها ، وأظلمت عليها أيامها ، قد قطعوا أرحامهم ، وسفكوا دماءهم ، ودفنوا في التراب الموؤودة بينهم من أولادهم ، يجتاز دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا . لا يرجون من الله ثوابا ، ولا يخافون والله منه عقابا . حيهم أعمى نجس ، وميتهم في النار مبلس [4] ، فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى ، وتصديق الذي بين يديه ، وتفصيل الحلال من ريب الحرام [5] . - عنه ( عليه السلام ) : أشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالدين المشهور . . . والناس في فتن انجذم فيها حبل الدين ، وتزعزعت سواري [6] اليقين ، واختلف النجر [7] ، وتشتت الأمر ، وضاق المخرج ، وعمي المصدر ، فالهدى خامل ،
[1] أبرم الأمر : أي أحكمه ، ومنه القضاء المبرم ( مجمع البحرين : 1 / 145 ) . [2] العسف : الأخذ على غير الطريق ، والظلم ( مجمع البحرين : 2 / 1215 ) . [3] مكفهر : أي عابس قطوب ( النهاية : 4 / 193 ) . [4] المبلس : الساكت من الحزن أو الخوف ( النهاية : 1 / 152 ) . [5] الكافي : 1 / 60 / 7 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، تفسير القمي : 1 / 2 ، وراجع نهج البلاغة : الخطبة 89 . [6] السارية : الأسطوانة والجمع سوار ( مجمع البحرين : 2 / 843 ) . [7] النجر : الطبع والأصل ( النهاية : 5 / 21 ) .
234
نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 234