نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 188
لا يعلم أنه لا يعلم . وعلى كل الأحوال فإن على العالم تعليمه ، وعليه التعلم . وتشمله الآية الكريمة * ( فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * . 4 - الجهل المركب الحالة الرابعة هي الجهل المركب الذي يتألف من جهلين هما : عدم العلم ، وتوهم العلم . والجاهل المصاب بهذا الجهل لا يعلم ويتوهم أنه يعلم ، ويبدو أنه المقصود بالجملة القائلة : " لا يعلم ، ولا يعلم أنه لا يعلم " ، وكذلك " لا يدري ، ولا يدري أنه لا يدري " الواردة في روايتي هذا الفصل . ولهذا صرح الإمام علي ( عليه السلام ) أن واجب الآخرين إزاء مثل هذا الجاهل هو الرفض " فذاك جاهل فارفضوه " ، وأمر الإمام الصادق ( عليه السلام ) الناس باجتنابه بقوله : " فذاك أحمق فاجتنبوه " . داء بلا دواء [1] السؤال الذي يثار هنا يرمي إلى تقصي السبب الذي جعل الأحاديث - الواردة في هذا الباب بشأن التعامل مع أصناف الجهال - توجب على الواعين من أبناء المجتمع تنبيه الغافل والجاهل البسيط ، في حين لا توجب عليهم شيئا إزاء المصاب بالجهل المركب ، بل وتحثهم على رفضه واجتنابه ؟ وجواب ذلك : هو أن الجهل المركب أخطر أنواع الجهل ، وهو في الحقيقة داء لا دواء له . فالشخص الذي لا يعلم ويتصور أنه يعلم مصاب ببلاء خطير هو الشعور بأنه يعلم . ومثل هذا المرض إذا اتخذ طابع المرض المزمن يتعذر علاجه . قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) في هذا المضمار : " من أعجب بنفسه هلك ، ومن أعجب
[1] من جملة الأشعار الواردة في هذا الباب ، قول الشاعر : لكل داء دواء يستطب به * إلا الحماقة أعيت من يداويها
188
نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 188