نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 176
1 - أخطر الجهل النقطة الأولى هي أن الاسلام على الرغم من شدة محاربته للجهل وخاصة بمفهومه الثالث ، إلا أنه يعتبر أخطر أنواعه هو نوعه الرابع ، أي اختيار واتباع السبيل الذي تدعو قوى الجهل الانسان إليه ، لأن الانسان إذا سلك النهج الذي يرسمه له العقل فسيحظى من غير شك بالتسديد والهداية من العلم والحكمة وسائر جنود العقل لبلوغ مبدأ الانسانية وغايتها ، واكتساب جميع المعارف المفيدة والبناءة ، ويصل على قدر استعداده وجهده إلى الحكمة من وراء خلقه . أما إذا اختار الانسان طريقا من الطرق التي يقتضيها الجهل ، وأغلق جنود الجهل أمام وجهه سبيل إدراك المعارف البناءة والحقائق السامية التي تبصره بالغاية العليا للإنسانية ، فإنه في مثل هذه الحالة سيهلك بمرض الجهل حتى لو كان أعلم العلماء على وجه الأرض ، وسوف لن ينفعه علمه في هدايته * ( وأضله الله على علم ) * [1] . وعلى هذا الأساس ، حينما يطرح موضوع " الجهل " على بساط البحث ، يتركز محور الحديث عادة حول مفهومه الرابع ، ثم تتدرج من بعده سائر مفاهيم الجهل الأخرى وفقا لأهمية كل منها . 2 - المواجهة بين العقل والجهل القضية المهمة الأخرى هي إيضاح السر الكامن وراء المجابهة بين العقل والجهل في النصوص الإسلامية . والسؤال الذي يثار في هذا الصدد يستهدف معرفة السبب الذي جعل النصوص الإسلامية - ومن جملتها كتب الحديث - تضع الجهل في مقابل العقل ،