نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 180
فقال عبد الله بن عمر : [ حسبك ] يا أبا محمّد ، فما أردت إلاّ خيراً ، وما كان ذكر لقبك إلاّ [ جهة ] . وكلّم القومُ عبد الله بن الحارث فسألوه الكفّ عنه ، فقال : قد تركتُ أشياء هي أشدّ عليه وأنكأ له ، وسأتركها لكلامكم . فأمّا ذكر لقبه لي فوالله لا أتركه : اِعلموا أنّ الألقاب على وجهين ، منها : ما يكون من الأُمّهات والضرّات ، ومنها ما يكون من فعل القبيح يفعله الرجل فيلزمه ذلك لقباً وعاراً ، وإنّ لقبي بشيء لم أكتسبه ، كنت صبيّاً فكنت إذا أردت أن أقول : " أبه " قلت : " ببه " ، فسمّتني أُمّي " ببه " ، وكانت تبعثني فتقول : لأٌنكحنّ ببّه جارية خِدَبّة بين الصفا والكعبة وإنّ لقبه هو أجلبه لنفسه ، وذلك أنّه خرج يوماً مع غلمانه يصطادون الضباب ، فرأوا ضبّاً ( 1 ) فسبقوا ليأخذوه ، فسبقهم فدخل جحره ، فقالوا : لو كان لنا ظَرِبان ( 2 ) كان يضع دبره على فم الجحر ، ولا يزال يفسو إلى أن يخرج الضبّ إذا ضَجِر ؟ فقال : ها أنا ظَرِبانكم ! فوضع دبره على فم الجحر ، وما زال يفسوا حتّى ضَجِر الضبّ وخرج فأخذوه ، فلقّبوه ظَرِباناً . ثمّ قال : ناشدتك الله يا بن عمر ، كان كذلك ؟ ! فقال ابن عمر : إنّ أعظم الأمر توقيفك إيّاي على هذا وتناشدني ، فقال لقومه : . . . فاجعلني من مناشدتي في حلّ ( 3 ) يا أبا عبد الرحمن . فشاع الحديث في البلد وبلغ عبد الله بن أبي سفيان بن الحرب ، وكان يلقّب أبا الضباب ، فأنشأ يقول : لعمري لقد لاقى الذي كان أهله * أخا عدي فالجهالة قد تُردي
1 . الضبّ : يوان من الزحّافات شبيه بالحِرْذَون ، ذنبه كثير العقد . 2 . الظَرِبان : حيوان من اللواحم في حجم القطّ ، أغبر اللون ، مائل إلى السواد ، رائحته كريهة منتنة . 3 . في حاشية النسخة : " في حلّ من مناشدتي [ خ ] " .
180
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 180