نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 179
وقعهم ، لقد ورثتَ جدّك وخالك وفعلهما ! ثمّ أقبل على القوم فقال : إنّ [ جدّ ] هذا - الخطاب بن نفيل - كان ابتاع رجلا من تجّار اليمن خمراً على جلد من ذهب ، فأتاه اليماني يقبضه ، فعمد إلى جلد فكتب فيه : " ذهب فيه " حتّى ملأها ، ثمّ دفعها إلى اليماني ، وهو يظنّ أنّ ذلك يعني عنه ، فاستعدى اليماني إلى عمّي الزبير بن عبد المطّلب فأوجعه ضرباً وأعرضه لليماني ملأ الجلد ذهباً . وأمّا خاله قدامة بن مظعون ، فشرب الخمر على عهد عمر ، وأراد عمر أن يحدّه ، فقال : أليس الله يقول : ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحاَتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وآمَنُواْ ) ( 1 ) ؟ ! وهو يظنّ أنّه يدرأُ عنه الحدّ بهذا ، فضربه الحدّ ، فلعمري يا بن عمر ، لقد ورثتهما بأشباه فعلهما ! ! وكنت تجالس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صباحاً ومساءً ، وأردت طلاق امرأتك فلم تحسن أن تطلّقها ، فطلّقتها طلاقاً لم يره رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فردّها عليك ! ثمّ أتيت عليّ بن أبي طالب وهو في قرابته من رسول الله وسابقته ، فبايعته غير مكره ، ثمّ جئت إليه فقلت : أقلني بيعتي [ فأقالك ] ! ؟ ثمّ جئت بعد ذلك إلى طارق مولى عفّان تقرع عليه بابه وتقول له : بايعني ، فإنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " من بات ليلة بغير إمام وليس في عنقه بيعة ، فمات من ليلته مات ميتة جاهليّة " ، وما شكّ أنّ طارقاً كان لغير رشده ، ثمّ اضطرب الخيل بالناس تزعم أنّكَ لا تعرف حقّاً فتنصر أهله ، ولا باطلا فتقاتل أهله ، ولو أنَّكَ بعثتَ غلاماً لك أعجميّاً إلى قوم اختلفوا بينهم ليعلم منهم علمهم فرجع إليكَ وقال : ما أعرف ما كانوا فيه ، لأحسنت تأديبه ! ( 2 )
1 . المائدة ( 5 ) : 93 . 2 . رواه ابن طاووس في الطرائف : 209 - 210 . وروى قطعة منه في بحار الأنوار 40 : 249 / 23 عن مناقب آل أبي طالب .
179
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 179