نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 168
قال : ثمّ دعا رسول الله رجلا من أصحابه فوجّهه نحو البئر ، وقد سمع كلام رسول الله للرجل الأوّل حيث قال : أما إنّك لو مضيت لوجهك وحيث أمرتك ما نالك منهم مكروه . قال سلمة : ومضى الرجل نحو الماء وجعل يرتجز ويقول : أمن عزيف الجن في دوح السلم * ينكل من وجّهه خير الأُمم من قبل أن يبلغ آبار العلم * فيستقي واللّيل مبسوط الظلم ويأمن الذمّ وتوبيخ الكلم ثمّ مضى حتّى إذا كان في ذلك الموضع سمع وسمعنا من الشجر ذلك الحسّ وتلك الحركة ، فذعرنا ذعراً شديداً حتّى لم يستطع أحدنا أن يُكلّم صاحبه ، فرجعنا معه لم نملك أنفسنا . فقال رسول الله للرجل : " ما هالَكَ ؟ " . فقال : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحقّ ، لقد ذعرت ذعراً شديداً ما ذعرت مثله قَطّ ، وقلنا ذلك معه . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " تلك عصابة من الجنّ هوّلوا عليكم ، لو سرتَ حيث أمرتك لما رأيت إلاّ خيراً ، ولرأيت فيه عبرة ولم تر سوءاً " . قال : واشتدّ العطش بالمسلمين ، وكره رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يهجم في الشجر والوغل ليلا ، فدعا عليّاً ( عليه السلام ) ، فأقبل إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال له : " سر مع هؤلاء السقاة حتّى ترد بئر ذات العلم فتستقي وتعود إن شاء الله تعالى " . قال سلمة : فخرج عليّ أمامنا ونحن في أثره والقراب في أعناقنا وسيوفنا بأيدينا ، وإنّا لنسرع خلفه وما نلحقه ، وهو يقول : أعوذ بالرحمن أن أميلا * من عزف جنّ أظهرت تهويلا وأوقدت نيرانها تغويلا * وقرَّعت مع عزفها طبولا قال : فسار ونحن معه ، فسمع تلك الحركة وذلك الحسّ ، فدخَلَنا من الرعب
168
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 168