نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 128
وسلمان وغيرهم من أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلمّا خرج أبو بكر قال لسعد بن عبادة : لِمَ قعدت عن بيعتي ؟ قال سعد : قد قعد عن بيعتك من هو خير منّي ومنك ، ابن عمّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وزوج ابنته فاطمة ، وأبو ولديه الحسن والحسين ، وما دعوت إلى نفسي إلاّ بعدما رأيتكم قد دفعتموها من أهل [ بيت ] نبيّكم ، فلمّا رأيت ذلك قلت : منّا أمير ومنكم أمير ، إذ دفعتم صاحب الحقّ عن حقّه ، وزعمت يا أبا بكر أنّ المسلمين اختاروك ، وأيم الله ، لم يكن ثَمَّ اختيار ! وكيف يكون ثَمَّ اختيار وعليّ بن أبي طالب قد قعد عن بيعتك ؟ ! ألست تنظر يا أبا بكر أنّ الفضل في كتاب الله لفي أربع خصال لا خلاف فيها بين المسلمين ؟ ! قال أبو بكر : وما تلك الخصال ؟ قال : هي : السبق في الإيمان ، والجهاد مع المشركين ، والقرابة من النبيّ ، والعلم بما نطق به القرآن ، أليس الله تعالى يقول : ( وَالسّاَبِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) ( 1 ) ، ويقول : ( وَالسَّابِقُونَ الأَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَجِرِينَ وَالأَنصَارِ ) ( 2 ) ، ويقول : ( أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّى إِلاَّ أَن يُهْدَى ) ( 3 ) . وقوله : ( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَت ) ( 4 ) . وقوله تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) ( 5 ) . وقوله : ( فَضَّلَ اللهُ الْمُجاَهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) ( 6 ) . وقوله : ( لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ