نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 124
يعلو الأيادي التي ذكرتها ! فقال معاوية : وكيف ذلك ؟ قال : لأنّي طمست لك الشمس بالطين نهاراً ، والقمر بالعهن المنفوش ليلا ، وأبطلت حقّاً وحقّقتُ باطلا حتّى سحرتُ أعين الناظرين وآذان السامعين في إخفاء أودك وإطفاء نور غيرك ، فهل رأيت حقّاً كان أحقّ من عليٍّ - الهمام الهزبر الضرغام الليث المقدام ، السيّد الإمام والبدر التمام - قرابة وشجاعة ونسباً وعلماً وحسباً وفضلا وصلاةً وصياماً وعدلا وطهارة وجوداً وكرماً وآثاراً حسنة في الإسلام ؟ ! وهل رأيت باطلا أبطل منك أوّلا وآخراً ، اللعين ابن اللعين ، والطليق ابن الطليق ، وثن ابن وثن ، متردّداً في الطلقاء ، ومن أبناء الطلقاء ، جميع الآثار القبيحة لك ولأبيك ولسلفك في الإسلام ، حتّى خِفتُ أنّي لو لقيت ربّي تبارك وتعالى بأحسن أعمال العاملين مع فعلي مع أهل البيت الطاهرين لم أنجُ من النار قطّ ؟ ! فكيف تمنّ عليّ بإحسانك إليّ ؟ ! وأنا فرشت لك الخلافة ، وشددت الخيبة ، وصرعت أعلم الناس وسيّد العرب ومن معه لك ، وأنت في قعر جبٍّ يابس ، آيساً من كلّ خير ، متوقّعاً كلّ شرٍّ ، فدفعتك بلطيف حيلتي فإذا أنت في أعلاه ، ثمّ دفعتك أُخرى فإذا أنت في قُلّة الفخر والسلطان ؛ ينفذ قولك في القريب وخاتمك في البعيد ، وأنا أخاف على نفسي أن أموت بالمقت والخسران ولم يرحمني ربّي برحمته ، واللهُ يقول في كتابه : ( سَلَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَ لِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ ) ( 1 ) . ورأيت النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يخطب الناس ويقول : " أنا وعليٌّ من طينة واحدة طيّبة إلى آدم ، ولم يدخلنا شيءٌ من نكاح الجاهليّة " . وسمعت رسول الله يقول : " الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما خير منهما ، وأُمّهما سيّدة نساءِ العالمين " . ثمّ بكى عمرو .
1 . الصافّات ( 37 ) : 130 - 131 .
124
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 124