نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 109
فإذا هو قد قبض في ذلك اليوم ! ! فكانت بعد ذلك تثمر ثمراً دون ذلك في العِظَم والطعم والرائحة ، فأقامت ذلك [ نحو ] ثلاثين سنة ، فلمّا كانت ذات يوم أصبحنا فإذا بها قد تشوّكت من أوّلها إلى آخرها ، وذهبت نضارة عيدانها ، وتساقطت جميع ثمراتها ، فما كان إلاّ يسير حتّى وافانا خبر مقتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ! ! فما أثمرت بعد ذلك لا قليلا ولا كثيراً ، وانقطع ثمرها ، فلم نزل نحن ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي به مرضانا ونستشفي به من أسقامنا ، فدامت على ذلك برهة ومدّة طويلة ، فأصبحنا ذات يوم فإذا بها قد انبعث من ساقها دماً عبيطاً يجري وأوراقها ذابلة تقطر ماءً ( 1 ) كماءِ اللّحم ! ! ! فقلنا : حدثت حادثة عظيمة ، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقّع الداهية ، فلمّا أظلم الليل علينا سمعنا بكاءً وعويلا من تحتها وجلبةً شديدة ورجّةً ، وسمعنا صوت باكية تقول : يا بن النبيّ ويا بن الوصيّ وابن البتول * ويا بقيّة السادات الأكرمينا ( 2 ) ثمّ كثرت الرنّات والأصوات ، فلم نفهم كثيراً ممّا كانوا يقولون ، فأتانا بعد ذلك مقتل حسين بن علي ( عليهما السلام ) ، فَيَبُسَتِ الشَجَرَةُ وجفَّت ، فكسرتها الرّياح والأمطار ، فذهبت واندرس أثرها . قال أبو محمّد عبد الله بن عمر ( 3 ) : فلقيت دعبل بن عليّ الخزاعي بمدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فحدّثتُه بهذا الحديث فلم ينكره ، وقال دعبل بن عليّ : حدّثني أبي عن أبيه عن جدّي عن أُمّه سعدى ( 4 ) بنت مالك الخزاعي أنّها أدركت تلك الشجرة فأكلت
1 . في مقتل الحسين والبحار : " دماً " . 2 . في مقتل الحسين والبحار : " أيا بن النبيّ ويا بن الوصي * ويا من بقيّة ساداتنا الأكرمينا " . 3 . في مقتل الحسين والبحار : " قال : عبد الله بن محمّد الأنصاري " . 4 . في البحار : " سعيدة " .
109
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 109