responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي    جلد : 1  صفحه : 108


فلمّا قام من رقدته دعا بماء ، فغسل يديه [ فأنقاهما ] ، ثمّ تمضمض بماء ( 1 ) ومجّه على عوسجة ( 2 ) كانت إلى جنب خيمة خالية ثلاث مرّات ، واستنشق ثلاث مرّات ، ثمّ غسل وجهه وذراعيه ( ثمّ مسح برأسه مرّة واحدة ، ثمّ غسل رجليه ظاهرهما وباطنهما ، وذلك قبل أن تنزل المائدة ، قالت : واللّه ما عاينت أحداً فعل ذلك قبله ) ( 3 ) ، ثمّ فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك ، ثمّ قام وصلّى ركعتين - فعجبت أنا وفتيات الحيِّ من العرب من ذلك ، وما كان عهدنا بالصلاة ولا رأيت مصلّياً قبله - ثمّ ارتحل .
فلمّا كان في غد أصبحنا وقد علت العوسجة حتّى صارت كأعظم دوحة عالية رأيتها ، وقد أخضرّ شوكها وساخت عروقها ، وكثرت أفنانها واخضرَّ ورقها ، ثمّ أثمرت بعد ذلك وأينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر وطعم الشهد ، فوالله ما أكل منها جائع إلاّ شبع ، [ ولا ظمآن إلاّ روي ، ولا سقيم إلاّ برأ ، ولا ذو حاجة وفاقة إلاّ استغنى ] ( 4 ) ، ولا أكل من ورقها بعير ولا شاة ولا ناقة إلاّ درّ لبنها ، فرأينا البركة والنموَّ [ في أموالنا ] منذ يوم نزل بنا رسول الله ، وأخصبت بلادنا وأمرعت ( 5 ) .
فكنّا نسمِّي تلك الشجرة : " المباركة " ، وكان يأتينا من حولنا من أهل البوادي يستشفون بها ، ويتزوَّدون من ورقها في الأسفار ، ويحملون معهم في الأرض القفار ، فيقوم لهم مقام الطعام والشرب .
فلم نزل كذلك وعلى ذلك حتّى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها واصفرَّ ورقها ، فأحزننا ذلك وفزعنا له ( 6 ) ، فما كان إلاّ قليل حتّى جاءنا نعي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،


1 . في البحار : " ثمّ مضمض فاه " . 2 . العوسج : من شجر الشوك له جناة حمراء ويكون غالباً في السباخ ، الواحدة عوسجة . 3 . كذا في النسخة ومقتل الحسين ، وفي البحار : " ثمّ مسح برأسه ورجليه ، وقال : لهذه العوسجة شأن " . 4 . الزيادة من مقتل الحسين والبحار . 5 . يقال : أمرع المكان : أي أخصب . 6 . في البحار : " وفرقنا له " .

108

نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست