نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 87
أُصِيبَ بصفّين ، فلمّا خرج الناس يدفنون قتلاهم قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " اطلبوه " فلمّا وجدوه صلّى عليه ودفنه وقال : " هذا منّا أهل البيت " واستغفر له مِراراً ( 1 ) . الحديث الثاني والسبعون وروى أنَّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أرسل إلى معاوية رسله : الطرمّاح وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفّين ، وكتب إليه مرّة بعد أُخرى يحتجّ عليه ببيعة أهل الحرمين له ، وسوابقه في الإسلام ؛ لئلاّ يكون بين أهل العراق وأهل الشام محاربة ، ومعاوية يعتلّ بدم عثمان ويستغوي بذلك جُهّال أهل الشام وأجلاف العرب ، ويستميل طلبة الدنيا بالأموال والولايات ، وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته وأهل مودّته وعشيرته في قتال عليٍّ ( عليه السلام ) . فقال له أخوه عتبة : هذا أمر عظيم ، لا يتمّ إلاّ بعمرو بن العاص ؛ فإنّه قريع زمانه في الدهاء والمكر ، يَخْدَع ولا يُخْدَع ، وقلوب أهل الشام مائلة إليه ، فقال له معاوية : صدقت [ والله ] ، ولكنّه يحبُّ عليّاً فأخاف أن لا يجيبني ، فقال : اخدعه بالأموال ومصر . فكتب إليه معاوية : من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفّان - إمام المسلمين وخليفة رسول ربِّ العالمين ، ذي النورين ، ختن المصطفى على ابنتيه ، وصاحب جيش العسرة ، وبئر رومة ، المعدوم الناصر ، الكثير الخاذل ، المحصور في منزله ، المقتول عطشاً وظلماً في محرابه ، المعذَّب بأسياف الفسقة - إلى عمرو بن العاص ، صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وثقته ، وأمير عسكره بذات السلاسل ، المعظّم رأيه ، المفخّم تدبيره .
1 . المناقب للخوارزمي : 242 ، في قتاله أهل الشام ؛ وقعة صفين : 147 .
87
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 87