نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 86
إنّ عندنا كتاباً توارثناه عن آبائنا ، كتَبَهُ أصحابُ عيسى ( عليه السلام ) ، أعرضه عليك ؟ قال عليّ ( عليه السلام ) : نعم ، فما هو ؟ قال الراهب : بسم الله الرّحمن الرّحيم الذي قضى فيما قضى ، وسطَّر فيما كتب : أنّه باعث في الأُمّيّين رسولا منهم يعلّمهم الكتاب والحكمة ويدلُّهُمْ على سبيل الله ، لا فظّ ولا غليظ ولا صخّابٌ ( 1 ) في الأسواق ، ولا يجزي بالسيّئة السيّئة ولكن يعفو ويصفح ، أُمّتهُ الحمّادون الذين يحمدون الله تعالى على كلّ نشز ( 2 ) ، وفي كلّ صعود وهبوط ( 3 ) ، تذلّ ( 4 ) ألسنتهم بالتهليل والتكبير ، وينصره الله على كلِّ من ناواه فإذا توفّاه اللهُ اختلفت أُمَّته ثمّ اجتمعت فلبث بذلك ما شاء الله ، ثمّ اختلفت ، ثمّ يَمُرُّ رَجُلٌ من أُمّتِهِ بشاطئ هذا الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويقضي بالحقّ ، ولا يوكس ( 5 ) الحكم ، الدنيا أهون عليه [ من الرماد في يوم عصفت به الريح ، والموت أهون عليه ] من شرب الماء على الظماء ، يخاف الله في السرّ وينصح له في العلانية ، لا يخاف في الله لَوْمَة لائم ، فمن أدرك ذلك النبي من أهل هذه البلاد فآمَنَ به كان ثوابه رضوان والجنّة ، ومن أَدْرَك ذلك العبد الصالح فلينصره فإنّ القتل معه شهادة . قال : فبكى عليٌّ ( عليه السلام ) ثمّ قال : " الحمد للّه الذي لم يجعلني عنده منسيّاً ، الحمد للّه الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار " . فمضى الراهب معه وكان - فيما ذكروا - يتفدّى مع أمير المؤمنين ويتعشّى حتّى
1 . الصخّاب : الشديد الصياح . 2 . النشز - بالفتح والتحريك - : المتن المرتفع من الأرض . 3 . الصعود والهبوط : ما ارتفع وما انخفض من الأرض . 4 . تذلّ : من الذلّ - بالكسر والضمّ - : اللين . 5 . الوكس : النقص ، وفي بعض نسخ المناقب : " لا يركس الحكم " والركس : ردّ الشيء مقلوباً .
86
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 86