نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 167
قال : فأتيت عليّاً فأخبرته بقولي وقولها ، فقبّل بين عيني ، ثمّ قال : ( ذُرِّيَّةَ بَعْضُهَا مِنم بَعْض وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ( 1 ) . الحديث الرابع عشر والمائة فيه قصّة بئر [ ذات ] العلم : عن يحيى بن عبد الله الحارث ، عن [ أبيه ، عن ] ابن عبّاس قال : لمّا توجّه رسول الله يوم الحديبية إلى مكّة ، أصاب الناس عطش شديد وحرّ شديد ، فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الجحفة معطّشاً والناس عطاشى ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " [ هل ] من رجل يمضي في نفر من المسلمين معهم القربة ، فيردون بئر ذات العَلم ثمّ يعود ؛ يضمن له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الجنّة ؟ " . فقام رجل من القوم فقال : أنا يا رسول الله ، فوجّهه رسول الله ووجّه معه السقاة . قال : فأخبرني سلمة بن الأكوع قال : كنت في السقاة ، قال : فمضينا حتّى إذا دنونا من الشجر والبئر سمعنا من الشجر حسّاً وحركة شديدة ، ورأينا نيراناً تتّقد بغير حطب ، فأُرعب الرجل الذي كنّا معه رُعباً شديداً فلم يقدر أن يجاوز موضعه ، ولم يملك أحد منّا نفسه ، فرجعنا ولم يقدر أن يتجاوز الشجر . فقال له رسول الله : " ما لك رجعت ؟ " . قال : بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله ، إنّي لماض إلى الوغل والشجر إذ سمعنا حركة شديدة ، ورأينا نيراناً تتّقد بغير حطب فأُرعبنا رعباً شديداً فلم نقدر أن نتجاوز موضعنا ، فرجعنا إليك يا رسول الله . فقال رسول الله : " تلك عصابة من الجنّ هوّلت عليك ، أما إنّكَ لو مضيت لوجهك وحيث أمرتك ما نالك منهم سوءٌ ولرأيت فيهم عبرة وعجباً " .
1 . آل عمران ( 3 ) : 34 . وروى الحديث ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 6 : 229 .
167
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 167