نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 166
تجمّلتِ تبغّلتِ وإن عشتِ تفيّلتِ * لكِ التسع من الثمن وبالكلِّ تملّكتِ ( 1 ) وهذه أبيات تخلّلت ، ورجعنا إلى الأخبار والحكايات . الحديث الثالث عشر والمائة عن سالم بن أبي الجعد ، عن ابن عبّاس قال : بعثني عليّ ( عليه السلام ) بعد إظهاره على البصرة على عائشة ، عليها ما يستحقّها يأمرها بالرحيل إلى بلادها ، فأتيتها ودخلت عليها ، فلم تضع لي شيئاً أجلس عليه ، فتناولتُ وسادةً كانت في رحلها فقعدت عليها ، فقالت : يا بن عباس أخطأتَ السنّة ؛ قعدت على وسادتنا في بيتنا بغير إذننا ! فقلت : ما هذا بيتكِ الذي أمركِ الله تعالى أن تقرّي فيه ، ولو كنتِ فيه ما قعدتُ على وسادتكِ إلاّ بإذنكِ ، إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعثني إليكِ يأمركِ بالرحيل إلى بلادكِ . فقالت : وأين أمير المؤمنين ؟ ذاك عمر بن الخطّاب ، ذاك عثمان بن عفّان ! قال : قلت : ذاك عليّ بن أبي طالب . قالت : أبيت ! أبيت ! فقلتُ : واللّه ما كان إباؤك إلاّ كحلب شاة حتّى لا تأمرين ولا تنهين ، ولا تأخذين ولا تعطين ، وما مَثلك إلاّ كقول بني أسد : ما زال إيماء الصغائر بيننا * نثّ الحديث وكثرة الألقاب حتّى نزلت كأنّ صوتك بينهم * في كلِّ نائبة طنين ذباب قال : فبكت حتّى كأنّي أسمع نحيبها من وراء الحجاب ، ثمّ قالت : إنّي معجّلة الرحيل إلى بلادي ، والله ما من بلد أبغض إليَّ من بلد أنتم فيه . قال : قلت : ولم ذاك ؟ فوالله لقد جعلناكِ للمؤمنين أُمّاً وجعلنا أباك صدّيقاً ! فقالت : ثكلتني أُمّي يا بن عبّاس ! أتمنّ عليَّ برسول الله [ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ] ؟ ! فقلت : ما لي لا أَمُنُّ عليكِ بمن لو كان منكِ لمننتِ به عليَّ !
1 . حكاه في الصوارم المهرقة : 159 عن ابن عباس ؛ والاحتجاج : 378 عن محمّد بن أبي بكر .
166
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 166