نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 134
الحديث السادس والتسعون عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : خرج معاوية ذات يوم إلى خارج دمشق راكباً على بغلة شهباء للتفرّج ، وعن يمينه أبو الأعور السلمي ، وعن شماله عمرو بن العاص ، وبين يديه ولداه : خالد ويزيد ، فلمّا أصحر إذا شيخ قد أقبل من صدر البريّة ، تبيّن شراسيف صدره من خرز ظهره ، وعليه جبّة من الصوف قد مرّ نساجها وبقي لحامها ، وقد خرج من تحتها شعر صدرها كسَلَي النحل ، وعلى رأسه شملة من الصوف ، وفي وسطه حبل من ليف المُقْل . فقال له معاوية : من أين أقبلت يا شيخ ؟ فلم يتكلّم ، فأعاد القول ثانية ؟ فلم يتكلّم ، فأعاد القول ثالثة ؟ فقال الشيخ : ويحك ! ألم تسمع قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " تحيّة المؤمن قبل كلامه " ؟ ! فقال له معاوية : صدقت وأخطأنا يا شيخ ، السلام عليك ، فقال الشيخ : السلام على من اتّبع الهدى ، وخشي عواقب الردى ، وأطاع الملك الأعلى . فقال له : من أين أقبلت ؟ قال : من أرض النجفيّة ( 1 ) . قال : وأين تريد ؟ قال : الأرض التي بورك فيها . فقال معاوية : لعلّك أقبلتَ من الكوفة تريد البيت المقدّس ؟ قال : أجل . فقال له معاوية : كيف خلّفت أبا تراب ؟ فقال الشيخ : فمن أبو تراب ؟ قال : عليّ بن أبي طالب . فقال : خف ، ولم لا تقول : الميزان الراجح ، والطريق الواضح ، والزناد القادح ، والشهاب اللائح ، صاحب بدر وحنين ، وأبو الحسن والحسين ، والمفرّق بين ولد الحلال والزنى ؟ ! فقال معاوية : من ذكرته كيف خلّفته ؟ قال : خلّفته معافىً في دينه ودنياه .
1 . في البحار : " أتيت من العراق أُريد بيت المقدس " .
134
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 134