ساقيتان أيهما أقرب إحدى الساقيتين إلى الأخرى أم إلى الجدول . وأما الفرضيون فقد روي في فضايل أحمد أن أعلم أهل المدينة بالفرايض علي ابن أبي طالب . قال الشعبي : ما رأيت أفرض منه ، ولا أجيب منه ، سئل على المنبر وهو يخطب عمن مات وترك امرأة وأبوين وبنتين كم نصيب المرأة ؟ فقال عليه السلام صار ثمنها تسعا . وذلك إما استفهام أو بيان حكم على رأي من يقول بالعول ، فلقبت المسألة بالمنبر ، وروت العامة أنه سئل عمن خلف ست مأة دينار فاستحقت امرأة من الورثة دينارا واحدا ، كم كانوا ؟ فقال : بنتان وأم وزوجة واثنا عشر أخا و أختا فسميت المسألة الدينارية فأين هذا من عمر حيث أتى إليه زوج وأم وأخوان لأم وأخوان لأبوين فجعل للزوج نصفا وللأم سدسا ولأخوي لأم ثلثا فقال : أخوا الأبوين : هب أن أبانا كان حمارا فأشركنا بأمنا فسميت الحمارية . وأما النحاة فظاهر وصفه لأبي الأسود الدؤلي فإنه دخل عليه فرآه متفكرا فقال له : فيما أنت متفكر ؟ قال : سمعت في بلدكم لحنا وأردت أن أصنع في اللغة كتابا ، قال : فأتيته بعد أيام فألقى إلي صحيفة فيها : الكلام كله ثلاثة : اسم وفعل ، وحرف ، والأشياء ثلاثة : ظاهر ، ومضمر ، وغيرهما ، فانح هذا النحو . فجمع حروف النصب ولم يذكر ( لكن ) منها ، فقال له : هي منها فزدها فيها ، وبخل أبو الأسود به زمانا حتى سمع قارئا يقرء : ( أن الله برئ من المشركين ورسوله [1] ) بكسر اللام فقال : لا يحل أن أترك الناس بعد هذا ، فوضع أدوات الإعراب الثلاث والوصل والتسكين ، والتشديد ، والتمديد ، ثم أخذه عنه ، عتبة ، ثم ابن أبي إسحق وهو أول من فتح النحو وشرح العلل وصنف ، ثم عيسى ، ثم الخليل ثم سيبويه ، ثم الأخفش ، ثم المازني ، ثم المبرد ، ثم ابن السراج ، ثم أبو علي الفارسي ، ثم علي بن عيسى ، ثم الحسن بن حمدان ، ثم أحمد بن يعقوب ، كل واحد من المذكورين أخذ عمن تقدمه . قاله الزجاج في أماليه .