responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 164


وأما العبادة فكان أكثر الناس صلاة وصياما ، ومنه تعلموا الأوراد ليلا حتى بصفين ليلة الهرير وضع له بين الصفين نطع فصلى عليه ، والسهام تقع بين يديه ، وتمر على صماخيه ، فلا يرتاع لها ، ولا ينتقل عنها ، ومن تأمل مناجاته لربه ، وخشوعه لهيبته ، فهم أنها خرجت عن قلب مخلص ، ولسان محق .
وأما القرآن فاتفقوا على أنه كان على عهد النبي يحفظه وقالوا ما تأخر عن بيعة أبي بكر إلا لجمعه ، والقراء يرجعون إليه ، فإن أبا عمرو وعاصم وغيرهما أخذوا القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي وهو تلميذه عليه السلام .
وأما قوة الرأي فكان أسد الناس رأيا ولقد أشار على عثمان بصلاحه لو قبل ذلك ما قتل ، وإنما قال أعداؤه : لا رأي له . لأنه كان مقيدا بالشريعة دون غيره وقد قال : ( لولا الدين لكنت أدهى العرب ) .
وأما السياسة فكان خشنا في ذات الله لم يراقب ابن عمه في عمل ولاه ، وجبه بكلامه عقيلا أخاه ، وحرق بالنار قوما وصلب آخرين ، وقطع قوما ونقض دور آخرين ، ومن أكثر سياسته حرب الناكثين والقاسطين والمارقين .
وأما سبقه إلى الاسلام ، فمل يقل بخلافه إلا النادر من الأنام ، ومن وقف على كتب الأحاديث والسير ، علم سبقه إلى سيد البشر ، وسنأتي بطرف منه في مكان آخر .
قال ابن أبي الحديد : ذهب إلى سبقه الواقدي والطبري ورجحه ونصره صاحب كتاب الاستيعاب ، ولم يخالف في ذلك إلا الأقلون ، وهذا راجع إلى خطيب دمشق وابن أبي الحديد من كلاميهما لمعناه لما عقلنا لمعناه .

164

نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست