responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 142


وأيضا فالإمام نصب لدفع المكلف عن الشهوات والميل عن الحق ، ولا يمكن ذلك بدون اطمئنانه ، والاطمئنان مطلوب لقوله تعالى : ( وما جعله الله إلا ذكرى لكم ولتطمئن قلوبكم [1] ) ولا يطمئن إلا إذا كان الدافع له موصوفا بذلك ، فإن من أمر بمعروف ولم يفعله لم يثق المكلف به ، ولا يوصف بالميل عن الشهوات وإلى الحق دائما إلا المعصوم ، ولهذا لما تولى غيره أمر الخليفة ، اتبع الشهوات ، ومال إلى اللذات ، وكثر ذلك في الرعية ، وشاع الفساد في البرية ، ولما مالت علماء السوء إلى ذلك قررت الاتباع ما يرفع اللوم عنهم ، من كون الله كتب ذلك عليهم ، و خلقه فيهم ، ولا حيلة لهم في دفعه ، ولا قدرة لهم على منعه ، بل جميع المناهي واقعة بطريق الاجبار ، كل ذلك حتى لا يعودون عليهم بالانكار .
تذنيب : كل آيات الوعد والوعيد ، والأمر والنهي ، والحث على التمسك بالدين والمن بالارشاد إلى طريق المؤمنين ، وما فيه ذكر الظالمين والفاسقين والمعتدين والمبدلين ، وغير ذلك من جنسه وغير جنسه كثير مخزون في الكتاب المبين ، من أتقن ما أصلناه منه ، قدر على استخراج ما سكتنا عنه ، وتبين له الاحتياج إلى المعصوم في كل فرد من أفراده ، وأنه بدونه لا يصل إلى كنه مراده ، ومن طلب ذلك بوجوه تفصيله فكتاب الألفين تكفل بتحصيله ، وفيما وضعنا في هذا الكتاب من الفصول والأقطاب غنية لأولي الألباب عن الإطناب ، في القصد إلى سبيل الصواب .
( الفصل السابع ) قالوا : إن قلتم : إن عليا كان إماما في عصر النبي خرقتم الاجماع ، وإن قلتم : لا ، جاز كون باطنه في تلك الحال على غير العصمة ، لعدم الإمامة وحينئذ لا يضر العصيان من غيره تقدم إمامته . قلنا : علي وإن لم يكن إماما في حياة النبي فإنه كان معصوما لأجل إمامته بعده ، لئلا يقع التنفير عنه ، كالنبي قبل بعثته



[1] آل عمران : 126 . الأنفال : 10 وفيه ( بشرى ) مكان ( ذكرى ) .

142

نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست