responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 139


التي لا تستقل العقول بإدراكها ، تحتاج إلى المعصوم فيها ، لينبه عليها بمقدمات يضعها لا يهتدي غيره إليها .
إن قيل : النهي عن الافتراق لا يستلزم وجوب الاجتماع إذ النهي عن الشئ لا يستلزم الأمر بضده . قلنا : عند الأشاعرة أن متعلق النهي فعل الضد فسقط السؤال ، وعند أبي هاشم متعلقه عدم الفعل ، والمقصود هنا من عدم التفرق اجتماع المسلمين لتحصيل فوائد الاجتماع ، وأبو هاشم لا يمنع ذلك .
إن قيل : النهي عن التفرق لا يعم جميع أحكام العباد ، بل مخصوص بما المقصود منه الاجتماع ، كالأصول والجهاد . قلنا : ( لا تفرقوا ) نكرة منفية فتعم ولأن المراد عدم إدخال الماهية في الوجود ، فلو دخلت في وقت عدم الامتثال .
القطب الثامن الآيات الدالة على شفقة الله تعالى بخلقه ، وذلك في آيات الرحمة والعفو و المغفرة والتوبة والنعمة ، وفي أمر رسوله بنحو ذلك من التلطيف والتغافل عنهم والارفاق بهم ، في قوله : ( فاصفح الصفح الجميل . فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك . فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم [1] ) وبدون نصب الإمام المعصوم من الله ورسوله لا يوجد ذلك ، إذ لا يتم إلا به ، فكيف يحسن من النبي صلى الله عليه وآله مع شدة شفقته الاخلال به .
إن قيل : هذا من باب الخطابة والمسألة علمية فلا تستفاد من الخطابة .
قلنا : لا بل ذلك من باب مفهوم الموافقة ، فإن الأمر باللين والاستغفار والتواضع هابط في اللطفية عن المعصوم ، فيجب بالأولى ، والخطاب الإلهي برهاني لأن إثبات الرحمة التامة وإرادة المنافع العامة ، علة في نصب الإمام المعصوم الذي تفقد تلك الفايدة بفقده ، وهذا برهان لمي ولأنه تعالى أثبت أحد معلولي الرحمة وهو الأمر باللين والشفقة ، فيثبت المعلول الآخر وهو نصب المعصوم الذي تفقد تلك



[1] الحجر : 85 . آل عمران : 159 .

139

نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست