responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السقيفة نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 37


وسر ذلك أن الناس مختلفون متباينون ، ليس بينهم اثنان يتفقان في فكر أو عاطفة أو ذوق أو عادة أو عمل ، حتى التؤمين ، إلا من التشابه القريب أو البعيد من غير اتفاق حقيقي ، كاختلافهم في أجسامهم وسحنات وجوههم ، وتشابههم في ذلك . بل الناس مختلفون في كل شئ من دقائق أجسادهم وأخلاقهم ونفوسهم وعاداتهم فلم يتفق لشخصين أن يتفقا تحقيقا حتى في بصمة الأصابع ، حتى قيل إن كل فرد من الإنسان نوع برأسه .
وعليه ، فيستحيل أن تتفق أهل بلدة واحدة على حكم واحد أو عمل واحد ، فضلا عن أمة كبيرة كالأمة الإسلامية على توالي الزمان . وبالأخص إذا كان الحكم مسرحا للعواطف والأغراض الشخصية والتحيزات كالحكم في الزعامة العامة .
ومن هذا نستنتج أن الرأي العام الحقيقي غير موجود أبدا ، بل يستحيل وجوده لأية أمة في العالم ، ومن خطل الرأي أن يطلب الإنسان تكوين الرأي العام ، وتوحيد اختيار الأمة بأسرها لأمر من الأمور ، على أن محاولة ذلك يستحيل أن تسلم من منازعات دموية واضطرابات شديدة إذا كان تكوينه يراد لأمر ذي شأن ، إلا أن يكون هنا حاكم يفصل بين المتنازعين بماله من القوة القاهرة لمخالفيه ، كما هو موجود فعلا في الانتخابات الجارية عند الأمم المتمدنة ، فإن تحكيم الأكثرية ذات القوة الطبيعة خير علاج على منازعاتهم في الأمور العامة .

37

نام کتاب : السقيفة نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست