responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 110


وقد رأيناه من قبل كيف فتح للإسلام بسيفه ورأيه ، وكيف كان عضدا وساعدا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وذابا عنه ، ولم نجد له نكسة طول مدة حياته رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، سيان منها عندما كان معه في الحروب أو تلك التي كان فيها وحده ، فمنها يوم استخلفه في المدينة ، ومنها يوم تركه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مكة ليوفي دينه ويرد الأمانات وينفذ أوامره ، ومنها تسييره إلى اليمن ، في حين قد خاب غيره ، ومنها يوم نصبه أمير لواء في خيبر . . .
نعم . . في جميعها كان النصر له ، وأما بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد كان قد أعمله بوقوع الفتن ، وأمره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالصبر والتجلد وعدم القيام المسلح مهما جاروا عليه ، ومهما تجاوزوا في الفتنة والجور والتعدي ، وكأنهم علموا بتلك الوصية فقالوا لبعضهم : ( إن الرجل موصى ) ، وإلا من كان يجسر بالتجاوز على حريمه وهو الأبي الضيم ، فتحرق باب بيته ويكسر ضلع عقيلته الزهراء ( عليها السلام ) سيدة نساء العالمين ويسقط جنينها وتضرب ؟ ومن كان يستطيع أن يقوده صبرا من داره إلى أبي بكر ، حاسر الرأس حافي القدمين ، وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، ويجبرونه على البيعة لأبي بكر ، وهو أميره الذي بايعه هو وعمر بالأمس وهنئه بالولاية والخلافة والإمارة من قبل ؟ من كان يستطيع بدون دليل أن يغصب نحلة فاطمة ( عليها السلام ) ؟
ولو لم تستمر العجلة العظيمة التي سيرها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للفتح ، وبعث في نفوس العرب القدرة الروحية والإيمان بالفتوح ، وما أنزل إليه من الآيات التي بشر فيها الصابرين وهدد فيها المتخلفين والفارين ، ورأى العرب بأم أعينهم الفتوح المستمرة في زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بما عكسته من صور التضحية لما سارت تلك العجلة بتلك السرعة في الشرق والغرب ، ففتحوا بلاد كسرى وقيصر واستولوا على حضارتهم الواسعة وخزائنهم الجامعة وأملاكهم الشاسعة .
فماذا كانت نتيجتهم ؟ ! وماذا استفادوا وفادوا ؟ ونحن نعلم أن هذه البلاد

110

نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست