responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 109


وأبا ) وهو القائل - أقيلوني فلست بخيركم ، وأين منه عمر [1] أيضا ، إذ كان عندما يعييه الجواب يهوي على السائل بالدرة ، وحبس سائلا سأله عن آية قرآنية بعد أن أوجعه ضربا وهو من أشراف قومه وكل يوم يأتي به ويوجعه ضربا ، وبعدها نفاه إلى ولاية تحت نفوذ عامله وأمره بتكرار الضرب وعدم قبول شهادته حتى مات وكلاهما عجز عن تفسير كثير مما سئلا عنه ، ولقد كان عمر يعجز عن الإجابة عن أكثر الأشياء وكانت أكثر عماله وأحكامه تخالف الشريعة ، وكان يضطر أكثر الأحيان للاعتراف بعجزه حتى أمام النساء ، حتى قال في إحداها : ( حتى ربات الخدور أفقه منك يا عمر ) [2] .
فمن كان أكثر عمره مشركا وليس له في الحروب سطوة وفي العلم حظوة وفي المنطق حكمة وفي العمل قدرة أيساوي من أجمعت على أفضليته الأمة ونص عليه الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ أو أن يطعن فيه ، حتى عمر نفسه ؟ الذي قال فيه كرارا : ( لولا علي لهلك عمر ) ، وقال فيه : ( لو وليها الأصلع لسلك بكم السبيل ) ، أو يساوي من تراه في نهج البلاغة كيف ينتخب ولاته وكيف يدربهم وكيف يوصيهم ، وكيف يكون قدوة لغيره ، حتى اعترف به ألد أعداءه ؟ ( وسيأتي ما صرح به معاوية وعمرو بن العاص فيه ) .
وقد رأينا كيف امتدحه القرآن ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكيف كانت سيرته ( عليه السلام ) في جميع حياته ، وكيف امتنع من تعيين معاوية ، ولم يرض على إبقائه واليا على الشام ولو لأمد قصير ، كما أشار عليه ابن عمه عبد الله بن عباس ، وكيف يرضى علي ( عليه السلام ) أن يولي فاجرا فاسقا منافقا ، مثل معاوية أو عمرو بن العاص أو المغيرة بن شعبة وأضرابهم ، وكيف اجتمع أقطاب الفسق والفجور ضده ، وقد رأيناه كيف انتصر في حرب الجمل وكاد أن يتغلب على معاوية لولا ضربة أشقى الأشقياء ابن ملجم .



[1] راجع كتابنا الرابع من الموسوعة .
[2] راجع كتابنا الرابع من الموسوعة .

109

نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست