responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرواشح السماوية نویسنده : المحقق الداماد    جلد : 1  صفحه : 228


وإمّا بالكاف بمعنى التمصمص بالمهملتين ، ومعناه الاغتسال من الدَنَس للتنظّف والتطهّر ، كغسل الجمعة وسائر الأغسال المسنونة لِلنظافة لا لرفع الحدث ، وأصله من مَصْمَصَ إناءه : إذا غسله وجعل فيه الماء وحرّكه للتنظيف .
وفي الحديث : " القتل في سبيل الله مُمْصِمصةٌ " . [1] أي مطهّرة من دنس الخطايا ، افتعالاً من السوك . واستياك الشيء وتسويكه : دَلْكه وتحريكه ، وتساوكت الإبل : إذا اضطربت أعناقها من الهزال ، فهي تتمايل من ضعفها ، وجاءت الإبل ما تَساوَكُ [2] هزالاً أي ما تتحرّك رؤوسها . فهذا سبيل التحصيل في تحقيق هذه اللفظة وتفسيرها .
وإنّ جماهير المتكلّفين القاصرين من بني زمننا هذا تجشّموا تكلّفاً متوعّراً جدّاً فأخذوها من السواك ، وذلك معروف كالتسوّك ، يقال : استاك وتسوَّك : إذا ساك فاه بالمسواك . ثمّ جعلوا الاستياك هذا بمعنى التمضمض - بالمعجمتين - أي المضمضة في الوضوء لمناسبة السواك ؛ إذ كما السواك من مسنونات الوضوء ، فكذلك المضمضة والاستنشاق من مسنوناته . ولعمري إنّ هذه أُعجوبة من الأعاجيب ، فأين الثَكْلى على واحدتها حتّى تضحك منها وتلتهيَ بذلك عن فجيعة رزيّتها ؟
ومنها أُوردت في كتاب شرح التقدمة روايةَ عبد الله بن مسعود قال النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) :
يا ابن مسعود إنّه قد نزلت عليَّ آيةُ ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً [3] ) . وأنا مستودعكها ومُسَمّ لك خاصّةً الظَلَمَةَ ، فكن لما أقول لك واعياً ، وعنّي له مؤدّياً ، من ظلم عليّاً مجلسي هذا ، كان كمن جحد نبوَّتي ونبوّة من كان قبلي .
قال له الراوي : يا أبا عبد الرحمن ! أسَمعتَ هذا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : نعم ، قال ، قلت : كيف وآتَيْتَ الظالمين ؟ قال : لاجرم جُلِّيتُ عقوبة عملي وذلك أنّي لم استأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمّار وسلمان ، وأنا أستغفر الله وأتوب إليه .



[1] النهاية في غريب الحديث والأثر 4 : 337 ، ( م . ص . م . ص ) .
[2] أي : تتساوك .
[3] الأنفال ( 8 ) : 25 .

228

نام کتاب : الرواشح السماوية نویسنده : المحقق الداماد    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست