يَا أَخَا كَلْبٍ ، لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْبٍ ، وإِنَّمَا هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِي عِلْمٍ .وإِنَّمَا عِلْمُ الْغَيْبِ عِلْمُ السَّاعَةِ ، ومَا عَدَّدَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ : « إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، ويُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، ويَعْلَمُ ما فِي الأَرْحامِ ، وما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً ، وما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ . . . » الآيَةَ ، فَيَعْلَمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا فِي الأَرْحَامِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ، وقَبِيحٍ أَوْ جَمِيلٍ ، وسَخِيٍّ أَوْ بَخِيلٍ ، وشَقِيٍّ أَوْ سَعِيدٍ ، ومَنْ يَكُونُ فِي النَّارِ حَطَباً ، أَوْ فِي الْجِنَانِ لِلنَّبِيِّينَ مُرَافِقاً . فَهَذَا عِلْمُ الْغَيْبِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ ، ومَا سِوَى ذَلِكَ فَعِلْمٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ نَبِيَّهُ فَعَلَّمَنِيهِ ، ودَعَا لِي بِأَنْ يَعِيَهُ صَدْرِي وتَضْطَمَّ عَلَيْهِ جَوَانِحِي .« خطبة » 132 / 132 لَمْ يَؤُدْهُ خَلْقُ مَا ابْتَدَأَ ، ولَا تَدْبِيرُ مَا ذَرَأَ ، ولَا وَقَفَ بِهِ عَجْزٌ عَمَّا خَلَقَ ، ولَا وَلَجَتْ عَلَيْهِ شُبْهَةٌ فِيمَا قَضَى وقَدَّرَ ، بَلْ قَضَاءٌ مُتْقَنٌ ، وعِلْمٌ مُحْكَمٌ وأَمْرٌ مُبْرَمٌ ، الْمَأْمُولُ مَعَ النِّقَمِ ، الْمَرْهُوبُ مَعَ النِّعَمِ الْبَاطِنُ لِكُلِّ خَفِيَّةٍ ، والْحَاضِرُ لِكُلِّ سَرِيرَةٍ ، الْعَالِمُ بِمَا تُكِنُّ الصُّدُورُ ، ومَا تَخُونُ الْعُيُونُ .« خطبة » 152 / 152 عَالِمٌ إِذْ لَا مَعْلُومٌ .« خطبة » 155 / 154 خَلَقَ الْخَلْقَ عَلَى غَيْرِ تَمْثِيلٍ ، ولَا مَشُورَةِ مُشِيرٍ ، ولَا مَعُونَةِ مُعِينٍ ، فَتَمَّ خَلْقُهُ بِأَمْرِهِ ، وأَذْعَنَ لِطَاعَتِهِ ، فَأَجَابَ ولَمْ