يَشْمَتُ بِالْمَصَائِبِ ، ولَا يَدْخُلُ فِي الْبَاطِلِ ، ولَا يَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ . إِنْ صَمَتَ لَمْ يَغُمَّهُ صَمْتُهُ ، وإِنْ ضَحِكَ لَمْ يَعْلُ صَوْتُهُ ، وإِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ لَهُ . نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ ، والنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ . أَتْعَبَ نَفْسَهُ لِآخِرَتِهِ ، وأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ .بُعْدُهُ عَمَّنْ تَبَاعَدَ عَنْهُ زُهْدٌ ونَزَاهَةٌ ، ودُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنْهُ لِينٌ ورَحْمَةٌ .لَيْسَ تَبَاعُدُهُ بِكِبْرٍ وعَظَمَةٍ ، ولَا دُنُوُّهُ بِمَكْرٍ وخَدِيعَةٍ .قَالَ : فَصَعِقَ هَمَّامٌ صَعْقَةً كَانَتْ نَفْسُهُ فِيهَا .فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : أَمَا واللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَخَافُهَا عَلَيْهِ .ثُمَّ قَالَ : أَهَكَذَا تَصْنَعُ الْمَوَاعِظُ الْبَالِغَةُ بِأَهْلِهَا فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : فَمَا بَالُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ عليه السلام : وَيْحَكَ ، إِنَّ لِكُلِّ أَجَلٍ وَقْتاً لَا يَعْدُوهُ ، وسَبَباً لَا يَتَجَاوَزُهُ . فَمَهْلاً لَا تَعُدْ لِمِثْلِهَا ، فَإِنَّمَا نَفَثَ الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِكَ