رَفَعَتْهُ التَّقْوَى ، ولَا تَرْفَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ الدُّنْيَا .« الكتب والرسائل » 53 / 53 كتبه للأشتر النخعي ، لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر ، وهو أطول عهد كتبه وأجمعه للمحاسن .هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الأَشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ ، حِينَ وَلَّاهُ مِصْرَ : جِبَايَةَ خَرَاجِهَا ، وجِهَادَ عَدُوِّهَا ، واسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا ، وعِمَارَةَ بِلَادِهَا .أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وإِيْثَارِ طَاعَتِهِ ، واتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ : مِنْ فَرَائِضِهِ وسُنَنِهِ ، الَّتِي لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا ، ولَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وإِضَاعَتِهَا ، وأَنْ يَنْصُرَ اللَّهً سُبْحَانَهُ بِقَلْبِهِ ويَدِهِ ولِسَانِهِ فَإِنَّهُ ، جَلَّ اسْمُهُ ، قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ ، وإِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّهُ .وأَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ ، ويَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ ، فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ، إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ .« خطبة » 195 / 186 أُوصِيكُمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّهَا الزِّمَامُ والْقِوَامُ ، فَتَمَسَّكُوا بِوَثَائِقِهَا ، واعْتَصِمُوا بِحَقَائِقِهَا ، تَؤُلْ بِكُمْ إِلَى أَكْنَانِ الدَّعَةِ وأَوْطَانِ السَّعَةِ ، ومَعَاقِلِ الْحِرْزِ ومَنَازِلِ الْعِزِّ .« خطبة » 198 / 189 أَمَّا بَعدُ ، فَإِنِّى أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي ابْتَدَأَ خَلْقَكُمْ ، وإِلَيْهِ