الْعِظَاتِ ، وآذَنَتْكَ عَلَى سَوَاءٍ .ولَهِيَ بِمَا تَعِدُكَ مِنْ نُزُولِ الْبَلَاءِ بِجِسْمِكَ ، والنَّقْصِ فِي قُوَّتِكَ ، أَصْدَقُ وأَوْفَى مِنْ أَنْ تَكْذِبَكَ ، أَوْ تَغُرَّكَ . ولَرُبَّ نَاصِحٍ لَهَا عِنْدَكَ مُتَّهَمٌ ، وصَادِقٍ مِنْ خَبَرِهَا مُكَذَّبٌ . ولَئِنْ تَعَرَّفْتَهَا فِي الدِّيَارِ الْخَاوِيَةِ ، والرُّبُوعِ الْخَالِيَةِ ، لَتَجِدَنَّهَا مِنْ حُسْنِ تَذْكِيرِكَ ، وبَلَاغِ مَوْعِظَتِكَ ، بِمَحَلَّةِ الشَّفِيقِ عَلَيْكَ ، والشَّحِيحِ بِكَ ولَنِعْمَ دَارُ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِهَا دَاراً ، ومَحَلُّ مَنْ لَمْ يُوَطِّنْهَا مَحَلاًّ وإِنَّ السُّعَدَاءَ بِالدُّنْيَا غَداً هُمُ الْهَارِبُونَ مِنْهَا الْيَوْمَ .« خطبة » 226 / 217 دَارٌ بِالْبَلَاءِ مَحْفُوفَةٌ ، وبِالْغَدْرِ مَعْرُوفَةٌ ، لَا تَدُومُ أَحْوَالُهَا ، ولَا يَسْلَمُ نُزَّالُهَا .أَحْوَالٌ مُخْتَلِفَةٌ ، وتَارَاتٌ مُتَصَرِّفَةٌ ، الْعَيْشُ فِيهَا مَذْمُومٌ ، والأَمَانُ مِنْهَا مَعْدُومٌ ، وإِنَّمَا أَهْلُهَا فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتَهْدَفَةٌ ، تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا ، وتُفْنِيهِمْ بِحِمَامِهَا واعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّكُمْ ومَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى سَبِيلِ مَنْ قَدْ مَضَى قَبْلَكُمْ ، مِمَّنْ كَانَ أَطْوَلَ مِنْكُمْ أَعْمَاراً ، وأَعْمَرَ دِيَاراً ، وأَبْعَدَ آثَاراً .