فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ كَلَّا ، فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ حَرْجاً ، وأَوْرَى فِي دُنْيَاكُمْ قَدْحاً ، وأَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالاً .« خطبة » 193 / 184 أَرَادَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَا ، وأَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْهَا . أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ ، تَالِينَ لأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً .« خطبة » 196 / 187 وأُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا ، فَإِنَّهَا دَارُ شُخُوصٍ ، ومَحَلَّةُ تَنْغِيصٍ ، سَاكِنُهَا ظَاعِنٌ ، وقَاطِنُهَا بَائِنٌ ، تَمِيدُ بِأَهْلِهَا مَيَدَانَ السَّفِينَةِ تَقْصِفُهَا الْعَوَاصِفُ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ ، فَمِنْهُمُ الْغَرِقُ الْوَبِقُ ، ومِنْهُمُ النَّاجِي عَلَى بُطُونِ الأَمْوَاجِ ، تَحْفِزُهُ الرِّيَاحُ بِأَذْيَالِهَا ، وتَحْمِلُهُ عَلَى أَهْوَالِهَا ، فَمَا غَرِقَ مِنْهَا فَلَيْسَ بِمُسْتَدْرَكٍ ، ومَا نَجَا مِنْهَا فَإِلَى مَهْلَكٍ « ومن كلام له عليه السلام » 210 / 201 فَأَكَلُوا بِهِمُ الدُّنْيَا ، وإِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ والدُّنْيَا ، إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ ، فَهَذَا أَحَدُ الأَرْبَعَةِ .« خطبة » 212 / 203 اللَّهُمَّ أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ سَمِعَ مَقَالَتَنَا الْعَادِلَةَ غَيْرَ الْجَائِرَةِ ،