فِيهِمْ بِلِسَانَيْنِ . أعْقِلْ ذَلِكَ فَإِنَّ الْمِثْلَ دَلِيلٌ عَلَى شِبْهِهِ .إِنَّ الْبَهَائِمَ هَمُّهَا بُطُونُهَا وإِنَّ السِّبَاعَ هَمُّهَا الْعُدْوَانُ عَلَى غَيْرِهَا وإِنَّ النِّسَاءَ هَمُّهُنَّ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا والْفَسَادُ فِيهَا إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ مُسْتَكِينُونَ . إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ مُشْفِقُونَ . إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ خَائِفُونَ .« خطبة » 156 / 155 وبِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيَا ، وبِالدُّنْيَا تُحْرَزُ الآْخِرَةُ .« خطبة » 160 / 159 ولَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ - كَافٍ لَكَ فِي الأُسْوَةِ ، ودَلِيلٌ لَكَ عَلَى ذَمِّ الدُّنْيَا وعَيْبِهَا ، وكَثْرَةِ مَخَازِيهَا فَتَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الأَطْيَبِ الأَطْهَرِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ - فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى ، وعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى . وأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ الْمُتَأَسِّي بِنَبِيِّهِ ، والْمُقْتَصُّ لأَثَرِهِ . قَضَمَ الدُّنْيَا قَضْماً ، ولَمْ يُعِرْهَا طَرْفاً أَهْضَمُ أَهْلِ الدُّنْيَا كَشْحاً ، وأَخْمَصُهُمْ مِنَ الدُّنْيَا بَطْناً ، عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا ، وعَلِمَ أَنَّ اللَّهً سُبْحَانَهُ أَبْغَضَ شَيْئاً فَأَبْغَضَهُ ، وحَقَّرَ شَيْئاً فَحَقَّرَهُ ، وصَغَّرَ شَيْئاً فَصَغَّرَهُ . ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِينَا إِلَّا حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللَّهُ ورَسُولُهُ ، وتَعْظِيمُنَا مَا صَغَّرَ اللَّهُ ورَسُولُهُ ، لَكَفَى بِهِ شِقَاقاً لِلَّهِ ، ومُحَادَّةً عَنْ أَمْرِ اللَّهِ . ولَقَدْ كَانَ - صَلَّى الله عَلَيْهِ