النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، ولَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ، ولَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ .« الحكمة وقصارى الكلام » 147 / 139 النَّاسُ ثَلَاثَةٌ : فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ .يَا كُمَيْلُ ، هَلَكَ خُزَّانُ الأَمْوَالِ وهُمْ أَحْيَاءٌ ، والْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ : أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ ، وأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ . هَا إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْماً جَمّاً ( وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ) لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً بَلَى أَصَبْتُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ ، مُسْتَعْمِلاً آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا ، ومُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ ، وبِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ ، لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ ، يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ . أَلَا لَا ذَا ولَا ذَاكَ أَوْ مَنْهُوماً بِاللَّذَّةِ ، سَلِسَ الْقِيَادِ لِلشَّهْوَةِ ، أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ والِادِّخَارِ ، لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ ، أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الأَنْعَامُ السَّائِمَةُ كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ .اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً ، وإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً ، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وبَيِّنَاتُهُ . وكَمْ ذَا وأَيْنَ أُولَئِكَ أُولَئِكَ - واللَّهِ - الأَقَلُّونَ عَدَداً ، والأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً .يَحْفَظُ اللَّهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وبَيِّنَاتِهِ ، حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ ، ويَزْرَعُوهَا