فَاللَّهً اللَّهً فِي عَاجِلِ الْبَغْيِ ، وآجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ ، وسُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ ، فَإِنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ الْعُظْمَى ، ومَكِيدَتُهُ الْكُبْرَى ، ، الَّتِي تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ ، فَمَا تُكْدِي أَبَداً ، ولَا تُشْوِي أَحَداً ، لَا عَالِماً لِعِلْمِهِ ، ولَا مُقِلاًّ فِي طِمْرِهِ .وعَنْ ذَلِكَ مَا حَرَسَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَوَاتِ والزَّكَوَاتِ ، ومُجَاهَدَةِ الصِّيَامِ فِي الأَيَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ ، تَسْكِيناً لأَطْرَافِهِمْ ، وتَخْشِيعاً لأَبْصَارِهِمْ ، وتَذْلِيلاً لِنُفُوسِهِمْ ، وتَخْفِيضاً لِقُلُوبِهِمْ .واجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْرٍ كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ ، وأَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ ، وتَشَاحُنِ الصُّدُورِ ، والْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً .( أصحاب الرسول ) قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ ، وأَجْسَادُهُمْ فِي الْعَمَلِ « خطبة » 83 / 82 ( في المعاد ) وهَوَتِ الأَفْئِدَةُ كَاظِمَةً ، فَيَا لَهَا أَمْثَالاً صَائِبَةً ، ومَوَاعِظَ شَافِيَةً ، لَوْ صَادَفَتْ قُلُوباً زَاكِيَةً ، وأَسْمَاعاً وَاعِيَةً ، وآرَاءً عَازِمَةً ، وأَلْبَاباً حَازِمَةً وقُلُوبٍ رَائِدَةٍ لأَرْزَاقِهَا ، فِي مُجَلِّلَاتِ نِعَمِهِ ، ومُوجِبَاتِ مِنَنِهِ ، وحَوَاجِزِ عَافِيَتِهِ .فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا ، لَاهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا ، سَالِكَةٌ فِي غَيْرِ مِضْمَارِهَا كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ سِوَاهَا ، وكَأَنَّ الرُّشْدَ فِي إِحْرَازِ دُنْيَاهَا .فَاتَّقُوا اللَّهً عِبَادَ اللَّهِ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ .