ولَا يَتَّعِظُ فَهُوَ بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ ، ومِنَ الْعَمَلِ مُقِلٌّ ، يُنَافِسُ فِيمَا يَفْنَى ، ويُسَامِحُ فِيمَا يَبْقَى . يَرَى الْغُنْمَ مَغْرَماً ، والْغُرْمَ مَغْنَماً يَخْشَى الْمَوْتَ ، ولَا يُبَادِرُ الْفَوْتَ يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِهِ مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ نَفْسِهِ ، ويَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْقِرُهُ مِنْ طَاعَةِ غَيْرِهِ ، فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ ، ولِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ اللَّهْوُ مَعَ الأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ ، يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ ، ولَا يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ يُرْشِدُ غَيْرَهُ ويُغْوِي نَفْسَهُ ، فَهُوَ يُطَاعُ ويَعْصِي ، ويَسْتَوْفِي ولَا يُوفِي ، ويَخْشَى الْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّهِ ولَا يَخْشَى رَبَّهُ فِي خَلْقِهِ .قال الرضي : ولو لم يكن في هذا الكتاب إلا هذا الكلام لكفى به موعظة ناجعة ، وحكمة بالغة ، وبصيرة لمبصر ، وعبرة لناظر مفكر .
( 1 ) انظر : الرزاق والرزق ، العبادة والعباد ، الانسان ( خلقه ) ، آدم عليه - السلام ، ابن آدم ، بنى إسرائيل والفراعنة ، بيعه الناس ، تحليل التاريخ ، - مدح أصحاب وذمهم ، المغيبات ، الحق والباطل ، طبقات الرعية ، القلب و - القلوب ، التقوى ، صفات المتقين ، الأصدقاء والاخوان ، النفاق والمنافق ، - مواعظ شتى .