طَالِبٌ بَطِيءٌ رَجَا ، ومُقَصِّرٌ فِي النَّارِ هَوَى . الْيَمِينُ والشِّمَالُ مَضَلَّةٌ ، والطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ ، عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وآثَارُ النُّبُوَّةِ ، ومِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ ، وإِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ . هَلَكَ مَنِ ادَّعَى ، وخابَ مَنِ افْتَرى . مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ . وكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلَّا يَعْرِفَ قَدْرَهُ . لَا يَهْلِكُ عَلَى التَّقْوَى سِنْخُ أَصْلٍ ، ولَا يَظْمَأُ عَلَيْهَا زَرْعُ قَوْمٍ . فَاسْتَتِرُوا فِي بُيُوتِكُمْ ، وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ ، والتَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ ، ولَا يَحْمَدْ حَامِدٌ إِلَّا رَبَّهُ ، ولَا يَلُمْ لَائِمٌ إِلَّا نَفْسَهُ .« ومن كلام له عليه السلام » 17 / 17 الصنف الأول : إنَّ أَبْغَضَ الْخَلَائِقِ إِلَى اللَّهِ رَجُلَانِ : رَجُلٌ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ ، مَشْغُوفٌ بِكَلَامِ بِدْعَةٍ ، ودُعَاءِ ضَلَالَةٍ ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ، ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وبَعْدَ وَفَاتِهِ ، حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ ، رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ .الصنف الثاني : ورَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً ، مُوضِعٌ فِي جُهَّالِ الأُمَّةِ ، عَادٍ فِي أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ ، عَمٍ بِمَا فِي عَقْدِ الْهُدْنَةِ قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً ولَيْسَ بِهِ ، بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ ، حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ ، واكْتَثَرَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ مَا