مَعَالِمُ الْعَدْلِ ، وجَرَتْ عَلَى أَذْلَالِهَا السُّنَنُ ، فَصَلَحَ بِذَلِكَ الزَّمَانُ ، وطُمِعَ فِي بَقَاءِ الدَّوْلَةِ ، ويَئِسَتْ مَطَامِعُ الأَعْدَاءِ . وإِذَا غَلَبَتِ الرَّعِيَّةُ وَالِيَهَا أَوْ أَجْحَفَ الْوَالِي بِرَعِيَّتِهِ ، اخْتَلَفَتْ هُنَالِكَ الْكَلِمَةُ ، وظَهَرَتْ مَعَالِمُ الْجَوْرِ ، وكَثُرَ الإِدْغَالُ فِي الدِّينِ ، وتُرِكَتْ مَحَاجُّ السُّنَنِ .فَلَا تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ ، ولَا تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ ، ولَا تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ ، ولَا تَظُنُّوا بِي اسْتِثْقَالاً فِي حَقٍّ قِيلَ لِي ، ولَا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي ، فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ ، كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ . فَلَا تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ ، أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ .« ومن كلام له عليه السلام » 224 / 215 واللَّهِ لأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً ، أَوْ أُجَرَّ فِي الأَغْلَالِ مُصَفَّداً ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهً ورَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ ، وغَاصِباً لِشَيْءٍ مِنَ الْحُطَامِ ، وكَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا ، ويَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا واللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلاً وقَدْ أَمْلَقَ حَتَّى اسْتَمَاحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً ، ورَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ ، غُبْرَ