الْحَبْلِ ، وعَمِيَ وَجْهُ الأَمْرِ . تَغِيضُ فِيهَا الْحِكْمَةُ ، وتَنْطِقُ فِيهَا الظَّلَمَةُ ، وتَدُقُّ أَهْلَ الْبَدْوِ بِمِسْحَلِهَا ، وتَرُضُّهُمْ بِكَلْكَلِهَا يَضِيعُ فِي غُبَارِهَا الْوُحْدَانُ ، ويَهْلِكُ فِي طَرِيقِهَا الرُّكْبَانُ تَرِدُ بِمُرِّ الْقَضَاءِ وتَحْلُبُ عَبِيطَ الدِّمَاءِ ، وتَثْلِمُ مَنَارَ الدِّينِ ، وتَنْقُضُ عَقْدَ الْيَقِينِ . يَهْرُبُ مِنْهَا الأَكْيَاسُ ، ويُدَبِّرُهَا الأَرْجَاسُ . مِرْعَادٌ مِبْرَاقٌ ، كَاشِفَةٌ عَنْ سَاقٍ تُقْطَعُ فِيهَا الأَرْحَامُ ، ويُفَارَقُ عَلَيْهَا الإِسْلَامُ بَرِيئُهَا سَقِيمٌ ، وظَاعِنُهَا مُقِيمٌ !منها : بَيْنَ قَتِيلٍ مَطْلُولٍ ، وخَائِفٍ مُسْتَجِيرٍ ، يَخْتِلُونَ بِعَقْدِ الأَيْمَانِ وبِغُرُورِ الإِيمَانِ فَلَا تَكُونُوا أَنْصَابَ الْفِتَنِ ، وأَعْلَامَ الْبِدَعِ والْزَمُوا مَا عُقِدَ عَلَيْهِ حَبْلُ الْجَمَاعَةِ ، وبُنِيَتْ عَلَيْهِ أَرْكَانُ الطَّاعَةِ واقْدَمُوا عَلَى اللَّهِ مَظْلُومِينَ ، ولَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ظَالِمِينَ واتَّقُوا مَدَارِجَ الشَّيْطَانِ ، ومَهَابِطَ الْعُدْوَانِ ولَا تُدْخِلُوا بُطُونَكُمْ لُعَقَ الْحَرَامِ ، فَإِنَّكُمْ بِعَيْنِ مَنْ حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَعْصِيَةَ ، وسَهَّلَ لَكُمْ سُبُلَ الطَّاعَةِ .« خطبة » 156 / 155 خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم فَمَنِ اسْتَطَاعَ عِنْدَ ذَلِكَ أَنْ يَعْتَقِلَ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ ، عَزَّ وجَلَّ ، فَلْيَفْعَلْ . فَإِنْ أَطَعْتُمُونِي فَإِنِّي حَامِلُكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَلَى سَبِيلِ الْجَنَّةِ ، وإِنْ كَانَ ذَا مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ ومَذَاقَةٍ مَرِيرَةٍ .