كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ ولَيْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ ، فَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ مِنْهُ إِلَّا اسْمُهُ ، ولَا يَعْرِفُونَ إِلَّا خَطَّهُ وزَبْرَهُ . ومِنْ قَبْلُ مَا مَثَّلُوا بِالصَّالِحِينَ كُلَّ مُثْلَةٍ ، وسَمَّوْا صِدْقَهُمْ عَلَى اللَّهِ فِرْيَةً ، وجَعَلُوا فِي الْحَسَنَةِ عُقُوبَةَ السَّيِّئَةِ .وإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِطُولِ آمَالِهِمْ وتَغَيُّبِ آجَالِهِمْ ، حَتَّى نَزَلَ بِهِمُ الْمَوْعُودُ الَّذِي تُرَدُّ عَنْهُ الْمَعْذِرَةُ ، وتُرْفَعُ عَنْهُ التَّوْبَةُ ، وتَحُلُّ مَعَهُ الْقَارِعَةُ والنِّقْمَةُ .« خطبة » 149 / 149 غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي ، ويُكْشَفُ لَكُمْ عَنْ سَرَائِرِي ، وتَعْرِفُونَنِي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي وقِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي .« خطبة » 150 / 150 وأَخَذُوا يَمِيناً وشِمَالاً ظَعْناً فِي مَسَالِكِ الْغَيِّ ، وتَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ .فَلَا تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ ، ولَا تَسْتَبْطِئُوا مَا يَجِيءُ بِهِ الْغَدُ .فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِلٍ بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ . ومَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ تَبَاشِيرِ غَدٍ يَا قَوْمِ هَذَا ، إِبَّانُ وُرُودِ كُلِّ مَوْعُودٍ ، ودُنُوٍّ مِنْ طَلْعَةِ مَا لَا تَعْرِفُونَ . أَلَا وإِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاجٍ مُنِيرٍ ، ويَحْذُو فِيهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالِحِينَ ، لِيَحُلَّ فِيهَا رِبْقاً ، ويُعْتِقَ فِيهَا رِقّاً ، ويَصْدَعَ شَعْباً ، ويَشْعَبَ صَدْعاً ،