الزَّمَانِ ذِئَاباً ، وسَلَاطِينُهُ سِبَاعاً ، وأَوْسَاطُهُ أُكَّالاً ، وفُقَرَاؤُهُ أَمْوَاتاً وغَارَ الصِّدْقُ ، وفَاضَ الْكَذِبُ ، واسْتُعْمِلَتِ الْمَوَدَّةُ بِاللِّسَانِ ، وتَشَاجَرَ النَّاسُ بِالْقُلُوبِ ، وصَارَ الْفُسُوقُ نَسَباً ، والْعَفَافُ عَجَباً ، ولُبِسَ الإِسْلَامُ لُبْسَ الْفَرْوِ مَقْلُوباً .« خطبة » 116 / 115 مِنْهَا : ولَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مِمَّا طُوِيَ عَنْكُمْ غَيْبُهُ ، إِذاً لَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَبْكُونَ عَلَى أَعْمَالِكُمْ ، وتَلْتَدِمُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، ولَتَرَكْتُمْ أَمْوَالَكُمْ لَا حَارِسَ لَهَا ولَا خَالِفَ عَلَيْهَا ، ولَهَمَّتْ كُلَّ امْرِئٍ مِنْكُمْ نَفْسُهُ ، لَا يَلْتَفِتُ إِلَى غَيْرِهَا ولَكِنَّكُمْ نَسِيتُمْ مَا ذُكِّرْتُمْ ، وأَمِنْتُمْ مَا حُذِّرْتُمْ ، فَتَاهً عَنْكُمْ رَأْيُكُمْ ، وتَشَتَّتَ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ . ولَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهً فَرَّقَ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ ، وأَلْحَقَنِي بِمَنْ هُوَ أَحَقُّ بِي مِنْكُمْ . قَوْمٌ واللَّهِ مَيَامِينُ الرَّأْيِ ، مَرَاجِيحُ الْحِلْمِ ، مَقَاوِيلُ بِالْحَقِّ ، مَتَارِيكُ لِلْبَغْيِ . مَضَوْا قُدُماً عَلَى الطَّرِيقَةِ ، وأَوْجَفُوا عَلَى الْمَحَجَّةِ ، فَظَفِرُوا بِالْعُقْبَى الدَّائِمَةِ ، والْكَرَامَةِ الْبَارِدَةِ . أَمَا واللَّهِ لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيْكُمْ غُلَامُ ثَقِيفٍ الذَّيَّالُ الْمَيَّالُ يَأْكُلُ خَضِرَتَكُمْ ، ويُذِيبُ شَحْمَتَكُمْ ، إِيهٍ أَبَا وَذَحَةَ « ومن كلام له عليه السلام » 124 / 124 اللَّهُمَّ فَإِنْ رَدُّوا الْحَقَّ فَافْضُضْ جَمَاعَتَهُمْ ، وشَتِّتْ كَلِمَتَهُمْ ، وأَبْسِلْهُمْ