« خطبة » 108 / 107 رَايَةُ ضَلَالٍ قَدْ قَامَتْ عَلَى قُطْبِهَا ، وتَفَرَّقَتْ بِشُعَبِهَا ، تَكِيلُكُمْ بِصَاعِهَا ، وتَخْبِطُكُمْ بِبَاعِهَا . قَائِدُهَا خَارِجٌ مِنَ الْمِلَّةِ ، قَائِمٌ عَلَى الضِّلَّةِ فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مِنْكُمْ إِلَّا ثُفَالَةٌ كَثُفَالَةِ الْقِدْرِ ، أَوْ نُفَاضَةٌ كَنُفَاضَةِ الْعِكْمِ ، تَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الأَدِيمِ ، وتَدُوسُكُمْ دَوْسَ الْحَصِيدِ ، وتَسْتَخْلِصُ الْمُؤْمِنَ مِنْ بَيْنِكُمُ اسْتِخْلَاصَ الطَّيْرِ الْحَبَّةَ الْبَطِينَةَ مِنْ بَيْنِ هَزِيلِ الْحَبِّ .أَيْنَ تَذْهَبُ بِكُمُ الْمَذَاهِبُ ، وتَتِيهُ بِكُمُ الْغَيَاهِبُ وتَخْدَعُكُمُ الْكَوَاذِبُ ومِنْ أَيْنَ تُؤْتَوْنَ ، وأَنَّى تُؤْفَكُونَ فَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ ، ولِكُلِّ غَيْبَةٍ إِيَابٌ ، فَاسْتَمِعُوا مِنْ رَبَّانِيِّكُمْ ، وأَحْضِرُوهُ قُلُوبَكُمْ ، واسْتَيْقِظُوا إِنْ هَتَفَ بِكُمْ . ولْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ ، ولْيَجْمَعْ شَمْلَهُ ، ولْيُحْضِرْ ذِهْنَهُ ، فَلَقَدْ فَلَقَ لَكُمُ الأَمْرَ فَلْقَ الْخَرَزَةِ ، وقَرَفَهُ قَرْفَ الصَّمْغَةِ . فَعِنْدَ ذَلِكَ أَخَذَ الْبَاطِلُ مَآخِذَهُ ، ورَكِبَ الْجَهْلُ مَرَاكِبَهُ ، وعَظُمَتِ الطَّاغِيَةُ ، وقَلَّتِ الدَّاعِيَةُ ، وصَالَ الدَّهْرُ صِيَالَ السَّبُعِ الْعَقُورِ ، وهَدَرَ فَنِيقُ الْبَاطِلِ بَعْدَ كُظُومٍ ، وتَوَاخَى النَّاسُ عَلَى الْفُجُورِ ، وتَهَاجَرُوا عَلَى الدِّينِ ، وتَحَابُّوا عَلَى الْكَذِبِ ، وتَبَاغَضُوا عَلَى الصِّدْقِ . فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ الْوَلَدُ غَيْظاً ، والْمَطَرُ قَيْظاً ، وتَفِيضُ اللِّئَامُ فَيْضاً ، وتَغِيضُ الْكِرَامُ غَيْضاً ، وكَانَ أَهْلُ ذَلِكَ