« خطبة » 93 / 92 أَلَا وإِنَّ أَخْوَفَ الْفِتَنِ عِنْدِي عَلَيْكُمْ فِتْنَةُ بَنِي أُمَيَّةَ ، فَإِنَّهَا فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ مُظْلِمَةٌ : عَمَّتْ خُطَّتُهَا ، وخَصَّتْ بَلِيَّتُهَا ، وأَصَابَ الْبَلَاءُ مَنْ أَبْصَرَ فِيهَا ، وأَخْطَأَ الْبَلَاءُ مَنْ عَمِيَ عَنْهَا . وايْمُ اللَّهِ لَتَجِدُنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَكُمْ أَرْبَابَ سُوءٍ بَعْدِي ، كَالنَّابِ الضَّرُوسِ : تَعْذِمُ بِفِيهَا ، وتَخْبِطُ بِيَدِهَا ، وتَزْبِنُ بِرِجْلِهَا ، وتَمْنَعُ دَرَّهَا ، لَا يَزَالُونَ بِكُمْ حَتَّى لَا يَتْرُكُوا مِنْكُمْ إِلَّا نَافِعاً لَهُمْ ، أَوْ غَيْرَ ضَائِرٍ بِهِمْ . ولَا يَزَالُ بَلَاؤُهُمْ عَنْكُمْ حَتَّى لَا يَكُونَ انْتِصَارُ أَحَدِكُمْ مِنْهُمْ إِلَّا كَانْتِصَارِ الْعَبْدِ مِنْ رَبِّهِ ، والصَّاحِبِ مِنْ مُسْتَصْحِبِهِ ، تَرِدُ عَلَيْكُمْ فِتْنَتُهُمْ شَوْهَاءَ مَخْشِيَّةً ، وقِطَعاً جَاهِلِيَّةً ، لَيْسَ فِيهَا مَنَارُ هُدًى ، ولَا عَلَمٌ يُرَى .نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنْهَا بِمَنْجَاةٍ ، ولَسْنَا فِيهَا بِدُعَاةٍ ، ثُمَّ يُفَرِّجُهَا اللَّهُ عَنْكُمْ كَتَفْرِيجِ الأَدِيمِ : بِمَنْ يَسُومُهُمْ خَسْفاً ، ويَسُوقُهُمْ عُنْفاً ، ويَسْقِيهِمْ بِكَأْسٍ مُصَبَّرَةٍ لَا يُعْطِيهِمْ إِلَّا السَّيْفَ ، ولَا يُحْلِسُهُمْ إِلَّا الْخَوْفَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَدُّ قُرَيْشٌ - بِالدُّنْيَا ومَا فِيهَا - لَوْ يَرَوْنَنِي مَقَاماً وَاحِداً ، ولَوْ قَدْرَ جَزْرِ جَزُورٍ ، لأَقْبَلَ مِنْهُمْ مَا أَطْلُبُ الْيَوْمَ بَعْضَهُ فَلَا يُعْطُونِيهِ « ومن كلام له عليه السلام » 77 / 76 إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَيُفَوِّقُونَنِي تُرَاثَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ تَفْوِيقاً ،