مَنْسِرٌ مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بَابَهُ ، وانْجَحَرَ انْجِحَارَ الضَّبَّةِ فِي جُحْرِهَا ، والضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا . الذَّلِيلُ واللَّهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ ومَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ . إِنَّكُمْ - واللَّهِ - لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ ، قَلِيلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ ، وإِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ ، ويُقِيمُ أَوَدَكُمْ ، ولَكِنِّي لَا أَرَى إِصْلَاحَكُمْ بِإِفْسَادِ نَفْسِي . أَضْرَعَ اللَّهُ خُدُودَكُمْ ، وأَتْعَسَ جُدُودَكُمْ لَا تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ ، ولَا تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبْطَالِكُمُ الْحَقَّ « خطبة » 71 / 70 وفيها يوبخهم على ترك القتال والنصر يكاد يتم ، ثم تكذيبهم له أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَالْمَرْأَةِ الْحَامِلِ ، حَمَلَتْ فَلَمَّا أَتَمَّتْ أَمْلَصَتْ ومَاتَ قَيِّمُهَا ، وطَالَ تَأَيُّمُهَا ، ووَرِثَهَا أَبْعَدُهَا . أَمَا واللَّهِ مَا أَتَيْتُكُمُ اخْتِيَاراً ولَكِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ سَوْقاً . ولَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَقُولُونَ : عَلِيٌّ يَكْذِبُ ، قَاتَلَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى فَعَلَى مَنْ أَكْذِبُ أَعَلَى اللَّهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ أَمْ عَلَى نَبِيِّهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ كَلَّا واللَّهِ ، لَكِنَّهَا لَهْجَةٌ غِبْتُمْ عَنْهَا ، ولَمْ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهَا . وَيْلُ أُمِّهِ كَيْلاً بِغَيْرِ ثَمَنٍ لَوْ كَانَ لَهُ وِعَاءٌ . « ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ » .« خطبة » 97 / 96 في أصحابه وأصحاب رسول الله ولَئِنْ أَمْهَلَ الظَّالِمَ فَلَنْ يَفُوتَ أَخْذُهُ ، وهُوَ لَهُ بِالْمِرْصَادِ عَلَى