وسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ . أَتَرَانِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم واللَّهِ لأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ ، فَلَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ . فَنَظَرْتُ فِي أَمْرِي ، فَإِذَا طَاعَتِي قَدْ سَبَقَتْ بَيْعَتِي ، وإِذَا الْمِيثَاقُ فِي عُنُقِي لِغَيْرِي .« ومن كلام له عليه السلام » 40 / 40 في الخوارج لما سمع قولهم « لا حكم إلا لله » قَالَ عليه السلام : كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ نَعَمْ إِنَّهُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ ، ولَكِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ : لَا إِمْرَةَ إِلَّا لِلَّهِ ، وإِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ ، ويَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ ، ويُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهَا الأَجَلَ ، ويُجْمَعُ بِهِ الْفَيْءُ ، ويُقَاتَلُ بِهِ الْعَدُوُّ ، وتَأْمَنُ بِهِ السُّبُلُ ، ويُؤْخَذُ بِهِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ ، ويُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ .حُكْمَ اللَّهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ .وقَالَ : أَمَّا الإِمْرَةُ الْبَرَّةُ فَيَعْمَلُ فِيهَا التَّقِيُّ وأَمَّا الإِمْرَةُ الْفَاجِرَةُ فَيَتَمَتَّعُ فِيهَا الشَّقِيُّ إِلَى أَنْ تَنْقَطِعَ مُدَّتُهُ ، وتُدْرِكَهُ مَنِيَّتُهُ .« ومن كلام له عليه السلام » 58 / 57 كلم به الخوارج حين اعتزلوا الحكومة وتنادوا : أن لا حكم إلا لله أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ ، ولَا بَقِيَ مِنْكُمْ آثِرٌ . أَبَعْدَ إِيمَانِي بِاللَّهِ ، وجِهَادِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ ، أَشْهَدُ عَلَى نَفْسِي بِالْكُفْرِ « لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ » فَأُوبُوا شَرَّ مَآبٍ ، وارْجِعُوا عَلَى أَثَرِ الأَعْقَابِ . أَمَا إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي ذُلاًّ شَامِلاً ، وسَيْفاً قَاطِعاً ،