ومُضِيّاً عَلَى الْحَقِّ ، وتَسْلِيماً لِلأَمْرِ ، وصَبْراً عَلَى مَضَضِ الْجِرَاحِ .ولَكِنَّا إِنَّمَا أَصْبَحْنَا نُقَاتِلُ إِخْوَانَنَا فِي الإِسْلَامِ عَلَى مَا دَخَلَ فِيهِ مِنَ الزَّيْغِ والِاعْوِجَاجِ ، والشُّبْهَةِ والتَّأْوِيلِ . فَإِذَا طَمِعْنَا فِي خَصْلَةٍ يَلُمُّ اللَّهُ بِهَا شَعَثَنَا ، ونَتَدَانَى بِهَا إِلَى الْبَقِيَّةِ فِيمَا بَيْنَنَا ، رَغِبْنَا فِيهَا ، وأَمْسَكْنَا عَمَّا سِوَاهَا .« ومن كلام له عليه السلام » 125 / 125 في التحكيم وذلك بعد سماعه لأمر الحكمين إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ الرِّجَالَ ، وإِنَّمَا حَكَّمْنَا الْقُرْآنَ . هَذَا الْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٍّ مَسْطُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ ، لَا يَنْطِقُ بِلِسَانٍ ، ولَا بُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَانٍ . وإِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ الرِّجَالُ . ولَمَّا دَعَانَا الْقَوْمُ إلَى أَنْ نُحَكِّمَ بَيْنَنَا الْقُرْآنَ لَمْ نَكُنِ الْفَرِيقَ الْمُتَوَلِّيَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى ، وقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : « فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرَّسُولِ » فَرَدُّهُ إِلَى اللَّهِ أَنْ نَحْكُمَ بِكِتَابِهِ ، ورَدُّهُ إِلَى الرَّسُولِ أَنْ نَأْخُذَ بِسُنَّتِهِ فَإِذَا حُكِمَ بِالصِّدْقِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ ، وإِنْ حُكِمَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ ، فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ وأَوْلَاهُمْ بِهَا .وأَمَّا قَوْلُكُمْ : لِمَ جَعَلْتَ بَيْنَكَ وبَيْنَهُمْ أَجَلاً فِي التَّحْكِيمِ فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لِيَتَبَيَّنَ الْجَاهِلُ ، ويَتَثَبَّتَ الْعَالِمُ ولَعَلَّ اللَّهً أَنْ يُصْلِحَ فِي هَذِهِ الْهُدْنَةِ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ ولَا تُؤْخَذَ بِأَكْظَامِهَا ، فَتَعْجَلَ عَنْ تَبَيُّنِ الْحَقِّ ، وتَنْقَادَ لأَوَّلِ الْغَيِّ . إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْ كَانَ الْعَمَلُ