« ومن كلام له عليه السلام » 107 / 106 في بعض أيام صفين وقَدْ رَأَيْتُ جَوْلَتَكُمْ ، وانْحِيَازَكُمْ عَنْ صُفُوفِكُمْ ، تَحُوزُكُمُ الْجُفَاةُ الطَّغَامُ ، وأَعْرَابُ أَهْلِ الشَّامِ ، وأَنْتُمْ لَهَامِيمُ الْعَرَبِ ، ويَآفِيخُ الشَّرَفِ ، والأَنْفُ الْمُقَدَّمُ ، والسَّنَامُ الأَعْظَمُ . ولَقَدْ شَفَى وَحَاوِحَ صَدْرِي أَنْ رَأَيْتُكُمْ بِأَخَرَةٍ تَحُوزُونَهُمْ كَمَا حَازُوكُمْ ، وتُزِيلُونَهُمْ عَنْ مَوَاقِفِهِمْ كَمَا أَزَالُوكُمْ حَسّاً بِالنِّصَالِ ، وشَجْراً بِالرِّمَاحِ تَرْكَبُ أُوْلَاهُمْ أُخْرَاهُمْ كَالإِبِلِ الْهِيمِ الْمَطْرُودَةِ تُرْمَى عَنْ حِيَاضِهَا وتُذَادُ عَنْ مَوَارِدِهَا « خطبة » 182 / 181 مَا ضَرَّ إِخْوَانَنَا الَّذِينَ سُفِكَتْ دِمَاؤُهُمْ - وهُمْ بِصِفِّينَ - أَلَّا يَكُونُوا الْيَوْمَ أَحْيَاءً يُسِيغُونَ الْغُصَصَ ويَشْرَبُونَ الرَّنْقَ قَدْ - واللَّهِ - لَقُوا اللَّهً فَوَفَّاهُمْ أُجُورَهُمْ ، وأَحَلَّهُمْ دَارَ الأَمْنِ بَعْدَ خَوْفِهِمْ .أَيْنَ إِخْوَانِيَ الَّذِينَ رَكِبُوا الطَّرِيقَ ، ومَضَوْا عَلَى الْحَقِّ أَيْنَ عَمَّارٌ وأَيْنَ ابْنُ التَّيِّهَانِ وأَيْنَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ وأَيْنَ نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ تَعَاقَدُوا عَلَى الْمَنِيَّةِ ، وأُبْرِدَ بِرُؤُوسِهِمْ إِلَى الْفَجَرَةِ قَالَ : ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ الشَّرِيفَةِ الْكَرِيمَةِ ، فَأَطَالَ الْبُكَاءَ ، ثُمَّ قَالَ عليه السلام : أَوِّهِ عَلَى إِخْوَانِيَ الَّذِينَ تَلَوُا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ ، وتَدَبَّرُوا الْفَرْضَ فَأَقَامُوهُ ، أَحْيَوُا السُّنَّةَ وأَمَاتُوا الْبِدْعَةَ . دُعُوا لِلْجِهَادِ فَأَجَابُوا ، ووَثِقُوا