أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُنَهْنِهِينَ عَنْهُ ، والْمُعَذِّرِينَ فِيهِ . ولَئِنْ كَانَ فِي شَكٍّ مِنَ الْخَصْلَتَيْنِ ، لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَعْتَزِلَهُ ويَرْكُدَ جَانِباً ، ويَدَعَ النَّاسَ مَعَهُ ، فَمَا فَعَلَ وَاحِدَةً مِنَ الثَّلَاثِ ، وجَاءَ بِأَمْرٍ لَمْ يُعْرَفْ بَابُهُ ، ولَمْ تَسْلَمْ مَعَاذِيرُهُ .« ومن كلام له عليه السلام » 205 / 196 كلم به طلحة والزبير بعد بيعته بالخلافة وقد عتبا عليه من ترك مشورتهما والاستعانة في الأمور بهما لَقَدْ نَقَمْتُمَا يَسِيراً ، وأَرْجَأْتُمَا كَثِيراً . أَلَا تُخْبِرَانِي ، أَيُّ شَيْءٍ كَانَ لَكُمَا فِيهِ حَقٌّ دَفَعْتُكُمَا عَنْهُ أَمْ أَيُّ قَسْمٍ اسْتَأْثَرْتُ عَلَيْكُمَا بِهِ أَمْ أَيُّ حَقٍّ رَفَعَهُ إِلَيَّ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ضَعُفْتُ عَنْهُ ، أَمْ جَهِلْتُهُ ، أَمْ أَخْطَأْتُ بَابَهُ واللَّهِ مَا كَانَتْ لِي فِي الْخِلَافَةِ رَغْبَةٌ ، ولَا فِي الْوِلَايَةِ إِرْبَةٌ ، ولَكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي إِلَيْهَا ، وحَمَلْتُمُونِي عَلَيْهَا ، فَلَمَّا أَفْضَتْ إِلَيَّ نَظَرْتُ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ ومَا وَضَعَ لَنَا ، وأَمَرَنَا بِالْحُكْمِ بِهِ فَاتَّبَعْتُهُ ، ومَا اسْتَنَّ النَّبِيُّ ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسلم ، فَاقْتَدَيْتُهُ ، فَلَمْ أَحْتَجْ فِي ذَلِكَ إِلَى رَأْيِكُمَا ، ولَا رَأْيِ غَيْرِكُمَا ، ولَا وَقَعَ حُكْمٌ جَهِلْتُهُ ، فَأَسْتَشِيرَكُمَا وإِخْوَانِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ولَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ أَرْغَبْ عَنْكُمَا ، ولَا عَنْ غَيْرِكُمَا . وأَمَّا مَا ذَكَرْتُمَا مِنْ أَمْرِ الأُسْوَةِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ لَمْ أَحْكُمْ أَنَا فِيهِ بِرَأْيِي ، ولَا وَلِيتُهُ هَوًى مِنِّي ، بَلْ وَجَدْتُ أَنَا وأَنْتُمَا مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسلم - قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ، فَلَمْ أَحْتَجْ