عَنْ لَقَاحِ حَرْبِهِمْ ، لَمْ يَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ بِالصَّبْرِ ، ولَمْ يَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِي الْحَقِّ حَتَّى إِذَا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلَاءِ ، حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْيَافِهِمْ ، ودَانُوا لِرَبِّهِمْ بِأَمْرِ وَاعِظِهِمْ حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ ، رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الأَعْقَابِ ، وغَالَتْهُمُ السُّبُلُ ، واتَّكَلُوا عَلَى الْوَلَائِجِ ، ووَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ ، وهَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ ، ونَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ ، فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ . مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ، وأَبْوَابُ كُلِّ ضَارِبٍ فِي غَمْرَةٍ . قَدْ مَارُوا فِي الْحَيْرَةِ وذَهَلُوا فِي السَّكْرَةِ ، عَلَى سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ : مِنْ مُنْقَطِعٍ إِلَى الدُّنْيَا رَاكِنٍ ، أَوْ مُفَارِقٍ لِلدِّينِ مُبَايِنٍ .
( 1 ) انظر : أبو بكر عمر بن الخطاب ، عثمان معاوية بن أبى سفيان المغيبات .