بِالْقُصُورِ الْمَشَيَّدَةِ ، والنَّمَارِقِ الْمُمَهَّدَةِ الصُّخُورَ ، والأَحْجَارَ الْمُسَنَّدَةَ ، والْقُبُورَ اللَّاطِئَةَ الْمُلْحَدَةَ ، الَّتِي قَدْ بُنِيَ عَلَى الْخَرَابِ فِنَاؤُهَا ، وشُيِّدَ بِالتُّرَابِ بِنَاؤُهَا .« الكتب والرسائل » 31 / 31 أَحْيِ قَلْبَكَ ، وبَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا ، وحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي والأَيَّامِ ، واعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ ، وذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَوَّلِينَ ، وسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وآثَارِهِمْ ، فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وعَمَّا انْتَقَلُوا ، وأَيْنَ حَلُّوا ونَزَلُوا أَيْ بُنَيَّ ، إِنِّي وإِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي ، فَقَدْ نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ ، وفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ ، وسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ ، فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ مِنْ كَدَرِهِ ، ونَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ ، فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ نَخِيلَهُ ، وتَوَخَّيْتُ لَكَ جَمِيلَهُ ، وصَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ .« الكتب والرسائل » 53 / 53 ثُمَّ اعْلَمْ يَا مَالِكُ ، أَنِّي قَدْ وَجَّهْتُكَ إِلَى بِلَادٍ قَدْ جَرَتْ عَلَيْهَا دُوَلٌ قَبْلَكَ ، مِنْ عَدْلٍ وجَوْرٍ ، وأَنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ مِنْ أُمُورِكَ فِي مِثْلِ مَا كُنْتَ تَنْظُرُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ الْوُلَاةِ قَبْلَكَ ، ويَقُولُونَ فِيكَ مَا كُنْتَ تَقُولُ