الْعِقَابِ . عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ ، فَهُمْ والْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا ، فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ ، وهُمْ والنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا ، فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ .فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً ، وتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً ، وظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ . وإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ ، وظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ ، فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ ، مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ وأَكُفِّهِمْ ورُكَبِهِمْ ، وأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ ، يَطْلُبُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ .« ومن كلام له عليه السلام » 199 / 190 أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ حِينَ سُئِلُوا : « ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا : لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ » .« الكتب والرسائل » 17 / 17 أَلَا ومَنْ أَكَلَهُ الْحَقُّ فَإِلَى الْجَنَّةِ ، ومَنْ أَكَلَهُ الْبَاطِلُ فَإِلَى النَّارِ .« الكتب والرسائل » 27 / 27 فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى الْجَنَّةِ ، مِنْ عَامِلِهَا ومَنْ أَقْرَبُ إِلَى النَّارِ مِنْ عَامِلِهَا فَاحْذَرُوا نَاراً قَعْرُهَا بَعِيدٌ ، وحَرُّهَا شَدِيدٌ ، وعَذَابُهَا جَدِيدٌ .« الكتب والرسائل » 31 / 31 واعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً كَؤُوداً ، الْمُخِفُّ فِيهَا أَحْسَنُ حَالاً