ونَارٍ شَدِيدٍ كَلَبُهَا ، عَالٍ لَجَبُهَا ، سَاطِعٍ لَهَبُهَا ، مُتَغَيِّظٍ زَفِيرُهَا ، مُتَأَجِّجٍ سَعِيرُهَا ، بَعِيدٍ خُمُودُهَا ، ذَاكٍ وُقُودُهَا ، مَخُوفٍ وَعِيدُهَا ، عَمٍ قَرَارُهَا ، مُظْلِمَةٍ أَقْطَارُهَا ، حَامِيَةٍ قُدُورُهَا ، فَظِيعَةٍ أُمُورُهَا .« وسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً » . قَدْ أُمِنَ الْعَذَابُ ، وانْقَطَعَ الْعِتَابُ وزُحْزِحُوا عَنِ النَّارِ ، واطْمَأَنَّتْ بِهِمُ الدَّارُ ، ورَضُوا الْمَثْوَى والْقَرَارَ . الَّذِينَ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا زَاكِيَةً ، وأَعْيُنُهُمْ بَاكِيَةً ، وكَانَ لَيْلُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ نَهَاراً ، تَخَشُّعاً واسْتِغْفَارًا وكَانَ نَهَارُهُمْ لَيْلاً ، تَوَحُّشاً وانْقِطَاعاً . فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمُ الْجَنَّةَ مَآباً ، والْجَزَاءَ ثَوَاباً ، « وكانُوا أَحَقَّ بِها وأَهْلَها » فِي مُلْكٍ دَائِمٍ ، ونَعِيمٍ قَائِمٍ .« خطبة » 192 / 234 مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً . إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وأَهْلِ الأَرْضِ لَوَاحِدٌ . ومَا بَيْنَ اللَّهِ وبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ .« خطبة » 191 / 233 فَإِنَّ التَّقْوَى فِي الْيَوْمِ الْحِرْزُ والْجُنَّةُ ، وفِي غَدٍ الطَّرِيقُ إِلَى الْجَنَّةِ .« خطبة » 193 / 184 ولَوْ لَا الأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ ، وخَوْفاً مِنَ