وأَمَّا أَهْلُ الْمَعْصِيَةِ فَأَنْزَلَهُمْ شَرَّ دَارٍ ، وغَلَّ الأَيْدِيَ إِلَى الأَعْنَاقِ ، وقَرَنَ النَّوَاصِيَ بِالأَقْدَامِ ، وأَلْبَسَهُمْ سَرَابِيلَ الْقَطِرَانِ ، ومُقَطَّعَاتِ النِّيرَانِ ، فِي عَذَابٍ قَدِ اشْتَدَّ حَرُّهُ ، وبَابٍ قَدْ أُطْبِقَ عَلَى أَهْلِهِ ، فِي نَارٍ لَهَا كَلَبٌ ولَجَبٌ ، ولَهَبٌ سَاطِعٌ ، وقَصِيفٌ هَائِلٌ ، لَا يَظْعَنُ مُقِيمُهَا ولَا يُفَادَي أَسِيرُهَا ، ولَا تُفْصَمُ كُبُولُهَا . لَا مُدَّةَ لِلدَّارِ فَتَفْنَى ، ولَا أَجَلَ لِلْقَوْمِ فَيُقْضَى .« ومن كلام له عليه السلام » 120 / 119 اعْمَلُوا لِيَوْمٍ تُذْخَرُ لَهُ الذَّخَائِرُ ، « وتُبْلَى فِيهِ السَّرَائِرُ » . ومَنْ لَا يَنْفَعُهُ حَاضِرُ لُبِّهِ فَعَازِبُهُ عَنْهُ أَعْجَزُ ، وغَائِبُهُ أَعْوَزُ .« خطبة » 156 / 155 وبِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ ، « وتُبَرَّزُ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ » . وإِنَّ الْخَلْقَ لَا مَقْصَرَ لَهُمْ عَنِ الْقِيَامَةِ ، مُرْقِلِينَ فِي مِضْمَارِهَا إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى حال أهل القبور في القيامة منه : قَدْ شَخَصُوا مِنْ مُسْتَقَرِّ الأَجْدَاثِ ، وصَارُوا إِلَى مَصَايِرِ الْغَايَاتِ . لِكُلِّ دَارٍ أَهْلُهَا لَا يَسْتَبْدِلُونَ بِهَا ولَا يُنْقَلُونَ عَنْهَا .« خطبة » 157 / 156 فَكَأَنَّكُمْ بِالسَّاعَةِ تَحْدُوكُمْ حَدْوَ الزَّاجِرِ بِشَوْلِهِ .