بِخَصْلَتَيْنِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ ومُضَيِّعٌ خَصْلَةً ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِقَلْبِهِ ، والتَّارِكُ بِيَدِهِ ولِسَانِهِ فَذَلِكَ الَّذِي ضَيَّعَ أَشْرَفَ الْخَصْلَتَيْنِ مِنَ الثَّلَاثِ ، وتَمَسَّكَ بِوَاحِدَةٍ ، ومِنْهُمْ تَارِكٌ لإِنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِلِسَانِهِ وقَلْبِهِ ويَدِهِ ، فَذَلِكَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ . ومَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا والْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، عِنْدَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ ، إِلَّا كَنَفْثَةٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ . وإِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَا يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ ، ولَا يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ ، وأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ .« ومن كلام له عليه السلام » 12 / 12 لما أظفره الله بأصحاب الجمل ، وقَدْ قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : وَدِدْتُ أَنَّ أَخِي فُلَاناً كَانَ شَاهِدَنَا لِيَرَى مَا نَصَرَكَ اللَّهُ بِهِ عَلَى أَعْدَائِكَ فَقَالَ لَهُ عليه السلام : أَهَوَى أَخِيكَ مَعَنَا فَقَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَقَدْ شَهِدَنَا ، ولَقَدْ شَهِدَنَا فِي عَسْكَرِنَا هَذَا أَقْوَامٌ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ وأَرْحَامِ النِّسَاءِ ، سَيَرْعَفُ بِهِمُ الزَّمَانُ ، ويَقْوَى بِهِمُ الإِيمَانُ .« خطبة » 172 / 171 فَقَدِمُوا عَلَى عَامِلِي بِهَا وخُزَّانِ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ وغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِهَا ، فَقَتَلُوا طَائِفَةً صَبْراً ، وطَائِفَةً غَدْراً . فَوَاللَّهِ لَوْ لَمْ يُصِيبُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا رَجُلاً وَاحِداً مُعْتَمِدِينَ لِقَتْلِهِ ، بِلَا جُرْمٍ جَرَّهُ ،